موسكو – (رياليست عربي): افتتح في موسكو منتدى- معرض “روسيا” الدولي، تشارك فيه 89 منطقة روسية وتقدم فرصة للغوص في أعماق تاريخ وثقافة الشعب الروسي بمساعدة التقنيات المبتكرة.
تزامناً مع الاحتفالات بعيد الوحدة الشعبية في روسيا افتتح في منطقة “معرض الإنجازات الاقتصادية الوطنية” بالقرب من محطة ميترو “فدنخا” بموسكو- معرض المنتدى الدولي “روسيا”، هذه المنطقة أحد أهم معالم موسكو السياحية المشهورة لدى الشعب الروسي ولعدد كبير من شعوب العالم كونها منطقة استجمام ذائعة الصيت يزورها مئات آلاف السياح كل عام، فيها كل ما يشتهي السائح من ألعاب وملاهي وأماكن راحة ومطاعم وحدائق ومعارض فنية وثقافية ومسابقات متنوعة على مساحة شاسعة يملؤها الجمال.
في منتدى “روسيا” هذا العام تقدم 89 منطقة روسية معروضات تتحدث الماضي وتعطي صوراً عن مستقبلها القادم. يزدان كل جناح في هذا المنتدى بالتراث الثقافي والإرث الحضاري والتاريخي الذي يفتح الباب أمام عالم الروح الروسية الغامضة كما يفتح الباب بالمفتاح. هذا المنتدى يعتبر بمثابة فرصة لعرض الإنجازات، لذلك يتم التركيز في العديد من المعارض على التقنيات الحديثة، حيث أن استخدامها يعكس عادات وتقاليد الشعوب الأصلية في روسيا. ربما يكون هذا أكبر مشروع معرض في العالم ويشارك فيه أكثر من 2.5 ألف مرشد سياحي، في اليوم الأول فقط وصل عدد ضيوف وزوار المعرض إلى أكثر من 190 ألف شخص.
وبالانتقال مجدداً إلى تفاصيل المعرض، تجدر الإشارة إلى العدد الكبير من الأجنحة التفاعلية ستنال إعجاب كل زائر على سبيل المثال، قسم جمهورية ألتاي، ترى الزوار ينغمسون في عالم الملاحم البطولية من سلاسل الجبال و وأنهار المياه الجوفية العميقة. أما معرض جمهورية خاكاسيا فتظهر فيه خيمتان إلكترونيتان، تجسدان طريقة خاصة للحياة، و في إحدى الخيام، نرى شامان محلي يتحدث عن تنبؤاته، وفي الخيمة الثانية يجري الحديث عن التراث الثقافي للمنطقة، أما منطقة أومسك تدعوكم لإلقاء نظرة داخل الصاروخ الروسي Angara-A5 والقيام برحلة افتراضية، وعلى عتبة “إقليم كراسنويارسك” نلتقي بالأب ينيسي، الذي يشبه بلحيته زيوس نفسه، بواسطة شبكة عصبية تم تطوير نموذج نحت يبلغ طوله خمسة أمتار وزنه أقل من طن، في السمات والتقليد لا يختلف مجسم النحت عن البطل الروسي، وعند الاقتراب من منصة منطقة يامالو- نينيتس ذات الحكم الذاتي نشاهد دببة قطبية بيضاء “حراس القطب الشمالي الروسي”، سوف يأخذونك في رحلة مذهلة حول منطقة يامال، وتتمتع بالسيطرة على الظواهر الطبيعية، والقيام برحلة على كاسحة الجليد النووية، والتعرف على طريقة إنتاج الغاز، ثم تفاجئك منطقة بيرم بالروبوتات، وهنا أمامك يقف الروبوت أردي.
زد على ذلك هناك مشروع المهندسين المحليين الذي يمكنه العمل دون الاتصال بالإنترنت، والتعرف على كلام المحاورين وقراءة الشعر وحتى التقاط صور سيلفي، من بين الميزات الأخرى التي يقدمها المنتدى أن ضيوف المعرض يمكنهم المشاركة في عرض “طريق الرواد” المبهر، والسير في طريق محمية ترافقهم صورة ثلاثية الأبعاد للنمر باستخدام تقنية الهيلوغرام، كما ويستطيعون تجربة أنفسهم في قهر قمم الجبال على جدار التسلق ويعيشون لحظات وكأنها حقيقة.
كل هذا والكثير من الأحداث الجميلة الأخرى يمكنكم أن تشاهدوها بأم أعينكم، وتستطيعون ملامسة عالم أحدث التقنيات والحلول المبتكرة في سياق التواصل بين الأجيال ،والشعور بروح الوحدة الشعبية، تراث عمره قروناً يكرّمه الروس حتى يومنا هذا، في الحقيقة هذا المنتدى في جوهره عبارة عن رحلة افتراضية عبر روسيا، وبطبيعة الحال هو أمر من المستحيل عملياً فهمه لكنه حدث نادر، هذا المعرض يتيح فرصة فريدة لكل شخص لأن يقوم في يوم واحد بما عجز عن القيام به العديد من المستكشفين والباحثين الغربيين خلال سنوات أمضوها في السهوب البرية وظروف فصول الشتاء القاسية.
معرض ومنتدى “روسيا” يفتح أبوابه على أرض “فدنخا” للمعارض حتى الـ 12 من شهر نيسان/ أبريل 2024 ،معرض هائل الحجم، كما أنه تم تخصيص 13 مساراً للرحلات وتنظيم أكثر من 500 حدث للزوار يومياً، الدخول إلى المعرض مجاني، ما يعني أنه في روسيا مرحب بجميع الذين يحترمون تقاليد الشعوب الأخرى ويقدرونها، ومنفتحون على كل ما هو جديد ويستمرون في عدم التحيز و الانفتاح على جميع البدايات.
في هذا المنتدى توجد الكثير من المعارض و المعروضات التي تمثل حياة وحضارة وتاريخ وثقافة كل الأقاليم الروسية يتم تنويعها وتبديلها بشكل دوري كل أسبوع، أما هذا الأسبوع هو أسبوع السياحة على مدار ستة أشهر ستكون أرض منطقة “فدنخا” في موسكو، بمثابة إسقاط واسع لصورة روسيا بأكملها، وسيسمح المعرض للزوار بالتعرف على أحدث التطورات التكنولوجية والاكتشافات العلمية الحديثة وسيتعرف الضيوف على الإنجازات الرئيسية التي تحققت في المجالات الصناعية والاجتماعية والرياضية والثقافية في البلاد.
هذه هي صورة روسيا، المحبة للسلام والتي تحترم كل الأديان والشعوب وعاداتهم وتقاليدهم ومنفتحة على الجميع وأبوابها مفتوحة للجميع، هذه روسيا التي عبر قرون عديدة كانت ومازالت وستبقى منارة للأجيال، ومثال يحتذى به في السلام والمحبة والوئام وحسن الجوار بين جميع القوميات، هذه هي روسيا التي نعرفها و نعرف هذه الصورة الجميلة عنها وعن الشعوب التي تعيش على أرضها والتي لن تتغير عن يوماً من الأيام لأن فيها شعب يعرف معنى الحياة وقيمها.
المصادر والمراجع:
https://tass.ru/obschestvo/19207331/amp
https://russia.ru/?utm_source=google.com&utm_medium=organic&utm_campaign=google.com&utm_referrer=google.com
د. نواف إبراهيم – كاتب سياسي – إعلامي مختص بالشؤون الدولية