واشنطن – (رياليست عربي): وقع حادث إطلاق نار في مركز تسوق في جاكسونفيل بولاية فلوريدا، وقتل مطلق النار البالغ من العمر 21 عاماً ثلاثة أمريكيين من أصل أفريقي.
أدى حادث آخر ذو دوافع عنصرية إلى تكثيف المناقشات الساخنة بالفعل في المجتمع الأمريكي، ولم يفشل السياسيون في الاستفادة من ذلك، ومن الواضح أن قضية العرق سوف تكون محور التركيز الرئيسي طوال الحملة الانتخابية الرئاسية، بالتالي، ليس من الصعب التنبؤ بما قد تؤدي إليه الاتهامات المتبادلة في عام الانتخابات.
وفي التفاصيل، دخل رايان كريستوفر بالتيمر، أحد سكان جاكسونفيل، مسلحاً ببندقية ومسدس، إلى مركز تسوق يقع في أحد أحياء السود في المدينة و فتح النار على العملاء، وانطلاقاً من سلوك مطلق النار، فقد اختار الضحايا عمداً بناءً على لون بشرتهم، وبعد مرور بعض الوقت على وصول أجهزة الأمن إلى مكان الحادث، انتحر المجرم، وتعتبر الشرطة الحادثة جريمة بدافع الكراهية العنصرية، ولا يشكك أحد في عدالة مثل هذا الاستنتاج.
كان السؤال الرئيسي للمناقشة في وسائل الإعلام الأمريكية بعد إطلاق النار على خمسة أشخاص في فيلادلفيا في يوليو على يد كيمبرادي كاريكر هو ما إذا كان مطلق النار متحولاً جنسياً أم مجرد متخنث (بينما تمت الإشارة إلى مرتكب الجريمة نفسه في بيان الشرطة الرسمي بصيغة الجمع)، أي بالضمير “هم”)؟ ولم يصدر أي رد فعل رسمي من البيت الأبيض، خاصة على مستوى التصريحات الشخصية للمسؤولين الكبيرين.
بالتالي، من الواضح أن جو بايدن، الذي تحدث في خطاب تنصيبه عن ضرورة «إعادة الإعمار» وتوحيد المجتمع، اتخذ منذ اليوم الأول لولايته الرئاسية، موقف أحد الأطراف المتحاربة، ومع ذلك، فكلما أصبح الانقسام في المجتمع الأمريكي أكثر حدة وعنفاً، كلما أصبحت استحالة التوصل إلى أي تسوية أكثر وضوحاً، وبالتالي احتمال نشوب صراع أهلي مباشر.
وكما يشير الخبراء، في سياق القضايا الرئيسية التي لم يتم حلها منذ 160 عاماً، وأهمها العنصرية، تواجه الولايات المتحدة مرة أخرى مشكلة استقرار نظام الدولة، وفي الوقت نفسه، يعترف المحللون أنه على خلفية الاتجاهات الخطيرة، أصبحت النخب السياسية في الولايات المتحدة الآن أكثر انشغالاً بقضايا تتعلق ببقائها، ويبدو أن التهديد بعودة دونالد ترامب إلى الكابيتول هيل، والذي وعد مؤخراً مرة أخرى بتدمير الدولة العميقة، يبدو أكثر أهمية بالنسبة لهم.
ويبدو أن طرفي المواجهة السياسية يدركان احتمال نشوب صراع أهلي وشيك في عام الانتخابات الرئاسية، وربما يستعدان له.
وجدير بالذكر أن مشكلة المواجهة العنصرية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأزمة الهجرة، ويشك الجمهوريون بحق في أن المعارضين يحاولون تنفيذ “ثورة انتخابية” بمساعدته واغتصاب السلطة، لذلك، في معسكر الحزب الجمهوري هناك تفاهم على أن عام 2024 قد يكون الفرصة الأخيرة للقضاء على هذه المظاهر أو أن تكرار هذا المشهد سيصبح سمة ملاصقة للشارع الأمريكي.