موسكو – (رياليست عربي): تستعد الدبلوماسية الإسرائيلية لخطوة حاسمة مع اقتراب لقاء مرتقب بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث من المقرر أن يناقش الطرفان الملف الإيراني الحساس والضربات الإسرائيلية المحتملة على المنشآت النووية الإيرانية.
ويأتي هذا اللقاء في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً خطيراً في التوترات، مع تزايد المؤشرات على أن إسرائيل قد تكون أقرب من أي وقت مضى لاتخاذ قرار بضرب المنشآت النووية الإيرانية.
تشير مصادر مطلعة إلى أن نتنياهو يسعى من خلال هذا اللقاء إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، أهمها تنسيق المواقف مع روسيا لتجنب أي تصادم مع القوات الروسية المنتشرة في سوريا، والتي قد تتدخل في حال استهداف مواقع إيرانية هناك. كما يهدف إلى ضمان حياد موسكو وعدم تدخلها لصالح طهران، خاصة في ظل العلاقات العسكرية الوثيقة بين روسيا وإيران.
من جهة أخرى، تحذر طهران من أن أي هجوم إسرائيلي سيواجه برد عسكري قوي قد يشمل استهداف المصالح الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة. وتتهم إسرائيل إيران بالسعي لامتلاك السلاح النووي، بينما تؤكد طهران أن برنامجها النووي سلمي. وقد أدى هذا الاستقطاب إلى ارتفاع حدة التوتر في المنطقة، مع تزايد احتمالات نشوب مواجهة عسكرية شاملة.
في السياق الدولي، تبدو المواقف منقسمة بين دعوات أوروبية وأمريكية للضبط الذاتي، وتحذيرات روسية من تداعيات أي عمل عسكري أحادي الجانب. وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابات واضحة، حيث ارتفعت أسعار النفط والذهب بشكل ملحوظ، فيما تشهد العملات الرئيسية تقلبات حادة بسبب المخاوف من اندلاع حرب إقليمية.
يذكر أن إسرائيل نفذت في السابق ضربات جوية ضد منشآت نووية في العراق (1981) وسوريا (2007)، لكن الخبراء العسكريين يحذرون من أن ضرب إيران يشكل تحدياً أكبر بكثير نظراً لانتشار منشآتها النووية وتنوعها، وقدراتها العسكرية المتطورة، بالإضافة إلى شبكة حلفائها الإقليميين الذين قد ينضمون إلى أي مواجهة محتملة.
في هذا الإطار، يكتسي اللقاء المرتقب بين نتنياهو وبوتين أهمية استثنائية، حيث قد يكون محطة حاسمة في تحديد مسار الأزمة الإيرانية-الإسرائيلية. ومع تزايد المؤشرات على أن إسرائيل قد تختار الخيار العسكري إذا فشلت السبل الدبلوماسية، تبقى المنطقة على حافة مواجهة قد تكون تداعياتها أكثر خطورة من أي صراع سابق في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.