القدس – (رياليست عربي): تشهد منطقة الشرق الأوسط تصاعداً خطيراً في التوترات بين إسرائيل وإيران، حيث أعلنت تل أبيب عن استعدادها لـ “أي سيناريو محتمل” في إطار الصراع المستعر حول البرنامج النووي الإيراني، وفقاً لتصريحات مسؤولين إسرائيليين.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تواصل فيه طهران تخصيب اليورانيوم بمستويات تقترب من القدرة على إنتاج سلاح نووي، بينما تحذر إسرائيل من أنها لن تسمح بوصول إيران إلى هذه العتبة الخطيرة.
المصادر الاستخباراتية الغربية تشير إلى أن إسرائيل قد تكون في مراحل متقدمة من التخطيط لضربة عسكرية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، خاصة بعد فشل المفاوضات الدولية في إحياء الاتفاق النووي، وتظهر صور الأقمار الصناعية زيادة النشاط حول بعض القواعد الجوية الإسرائيلية، ما يعزز التكهنات بأن البلاد تستعد لخيار عسكري.
من جهتها، توعدت إيران برد “قاسٍ وسريع” على أي هجوم، مع تهديدات بإغلاق مضيق هرمز – شريان النفط العالمي – واستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة. وقد بدأت واشنطن بالفعل بسحب أسراب مقاتلة إضافية إلى قواعدها في الخليج، بينما أعلنت موسكو دعمها الكامل لطهران في مواجهة ما وصفته بـ “التهديدات الإسرائيلية”.
الخبراء العسكريون يحذرون من أن أي مواجهة بين إسرائيل وإيران قد تتحول بسرعة إلى حرب إقليمية شاملة، مع احتمال انضمام حزب الله اللبناني والفصائل المسلحة في سوريا والعراق واليمن إلى الصراع. كما أن التأثيرات الاقتصادية بدأت تظهر بالفعل، حيث قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أشهر بسبب مخاوف الإمدادات.
في السياق الدبلوماسي، تبذل عدة دول جهوداً حثيثة لاحتواء الأزمة، حيث تتصدر قطر وعمان وسويسرا مبادرات الوساطة، إلا أن المحللين يشككون في إمكانية نجاح هذه الجهود في ظل تعنت الطرفين واتساع هوة الثقة بينهما.
التطورات الأخيرة تضع العالم أمام سيناريوهين لا ثالث لهما: إما عودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات تحت ضغط دولي مكثف، أو انزلاق المنطقة نحو حرب مدمرة ستكون تداعياتها كارثية على الأمن العالمي واستقرار أسواق الطاقة، ومع تصاعد الخطاب العدائي من الجانبين، يبدو أن الشرق الأوسط يقف على حافة الهاوية، حيث قد تقود أي شرارة صغيرة إلى انفجار كبير يصعب احتواءه.