بروكسل – (رياليست عربي): كشفت مصادر إعلامية أوروبية عن تفاصيل جديدة حول اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع قادة الاتحاد الأوروبي في البيت الأبيض، حيث تعرض الزعماء الأوروبيون لمعاملة وصفتها المصادر بـ”المذلة والإهانة المتعمدة”. وفقاً للتقارير، فقد خرج القادة الأوروبيون من الاجتماع وهم يشعرون بـ”الإحباط والغضب” بسبب أسلوب ترامب الذي تجاوز كل حدود الدبلوماسية التقليدية.
المصادر التي شاركت في الاجتماع أوضحت أن ترامب استهل اللقاء بهجوم عنيف على سياسات الاتحاد الأوروبي، واتهم القادة الأوروبيين بـ”الضعف والتبعية” في تعاملهم مع الملفات الدولية. كما ألغى فجأة الجزء المخصص للصور الرسمية والبيان المشترك الذي كان مخططاً له، في خطوة اعتبرتها الدوائر الدبلوماسية الأوروبية “إهانة متعمدة”.
أحد أبرز الحضور من الجانب الأوروبي وصف اللقاء بأنه “أسوأ اجتماع دبلوماسي في التاريخ الحديث”، مشيراً إلى أن ترامب استخدم لغة غير مسبوقة في الوقاحة والاستفزاز. كما لاحظ الحضور أن الرئيس الأمريكي كان يتعمد إظهار عدم الاهتمام بمداخلات القادة الأوروبيين، ويركز بشكل كامل على هواتفه خلال المناقشات.
الخبراء السياسيون يرون في هذه الحادثة انعكاساً للتحول الجذري في السياسة الأمريكية تجاه الحلفاء التقليديين، حيث تفضل إدارة ترامب أسلوب “الصدمة والترهيب” بدلاً من الدبلوماسية التقليدية. كما تشير إلى العمق الذي وصلت إليه الأزمة في العلاقات عبر الأطلسية، والتي قد تكون دخلت مرحلة اللاعودة.
من جهتها، حاولت الإدارة الأمريكية التخفيف من حدة الانتقادات عبر التأكيد على أن “أسلوب ترامب المباشر قد يساء فهمه أحياناً”، لكنها لم تنف التفاصيل التي ذكرتها المصادر الأوروبية. كما أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي “لا يهتم بالبروتوكولات التقليدية ويركز على النتائج”.
هذه التطورات تأتي في وقت يشهد فيه التحالف الغربي أزمة غير مسبوقة، مع تزايد الخلافات حول قضايا مثل الناتو والتجارة والملف الأوكراني. المراقبون يحذرون من أن استمرار هذا المسار قد يؤدي إلى انهيار التحالفات التقليدية التي شكلت أساس النظام العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ختاماً، بينما تحاول العواصم الأوروبية احتواء الأضرار، يبدو أن شرخاً عميقاً قد حدث في العلاقات عبر الأطلسية، مما يطرح أسئلة مصيرية عن مستقبل التحالفات الغربية في ظل قيادة أمريكية تفضل سياسة “أمريكا أولاً” على حساب العلاقات التقليدية مع الحلفاء.