بيروت – (رياليست عربي): لا يزال الوضع الاقتصادي والسياسي متوتراً في لبنان، وسط مشهد ضبابي حيال المواقف التي ستتخذها دول عربية وعلى رأسها دول خليجية من هذا البلد في الفترة القادمة.
بعض القوى السياسية التي تتخاصم مع بعض الدول كالسعودية، أعلنت نيتها المشاركة في اجتماعات مجلس الوزراء لإقرار الموازنة، ما دفع برئيس الحكومة نجيب ميقاتي للترحيب بذلك.
حزب الله وحركة أمل أعلنا أن غايتهما من المشاركة في الاجتماعات الحكومية المضي قُدماً بكل ما يرتبط بتحسين الوضع الحياتي والمعيشي للبنانيين، كما أن موقف الحزبين شدد الحرص على وجود حكومة قوية قادرة تحظى بالثقة وهو ما أعجب الرئيس ميقاتي.
البعض في لبنان اعتبر هذا التطور خرقاً في المشهد السوداوي الذي يسيطر على الساحة اللبنانية منذ ما قبل بداية العام الجديد، فيما اعتبر آخرون بأن هذا التطور لن يؤدي إلى تغير الأوضاع المعيشية، إذ طالما هناك مشاكل فيما يخص قطاع البنوك والتحويلات المصرفية والعملة الصعبة، إضافةً لمواقف خليجية بمقاطعة لبنان، وعدم وجود سيّاح، وأخيراً عدم انفراج الملف السوري كون دمشق رئة لبنان، فإن أي تطور سيبقى مفرغاً من مضمونه وفق رأيهم.
أما بخصوص موقف الحزب وأمل الأخير من المشاركة في الاجتماعات الحكومية، فأغلب الظن أنه خطوة للتأكيد على النوايا الصادقة بتجاوز الوضع الاقتصادي السيء حالياً، والأهم ترطيب الأجواء بين الأفرقاء اللبنانيين، على اعتبار أن الساحة اللبنانية غير قادرة على تحمل أي هزات سياسية جديدة، وكذلك التخفيف من الهجمات والحملات الإعلامية التي تطال ما يُسمى بالثنائي الشيعي، وبالتالي تحقيق خرق يمكن النفاذ من خلاله لحلول مرنة وأكثر جدية تقرب بين وجهات نظر الخصوم، وعلى الأقل إبعاد الساحة اللبنانية عن توترات السياسية الإقليمية والدولية.
وأخيراً سحب الذريعة من بعض القوى السياسية، بالقول أن الثنائي يعطل عمل الحكومة، إضافةً للقول بأن هذين الحزبين مكونان رئيسيان من الشعب اللبناني وحضورهما إيجابي وفعّال في الحكومة، وبالتالي تصبح كل المطالبات الخارجية بإبعاد أحدهم عن المشهد السياسي مجرد طلبات مستحيلة وغير واقعية.
خاص وكالة رياليست.