بيروت – (رياليست عربي): لا يزال لبنان يرزح تحت مشاكله الداخلية المتمثلة بخلافات المتخاصمين فيه، والذين يرتبطون بدورهم بأحلاف خارجية تعمل كل منها على زيادة الشرخ بين اللبنانيين، وسط استمرار سوء الوضع الاقتصادي والمعيشي هناك، و استمرار بوادر القطيعة الخليجية للبنان.
هذا المشهد دفع الرئيس اللبناني ميشال عون للدعوة إلى مؤتمر حوار وطني جامع، من أجل تطويق الأزمات المتراكمة، والخروج من عنق الزجاجة الحالية، هذه الدعوة قوبلت باعتذار من رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، النائب سعد الحريري، عن عدم المشاركة في هذا المؤتمر، حيث اعتبر الحريري أنه لا يمكن الدعوة لهكذا مؤتمر قبل انتهاء الانتخابات النيابية، وفي المعلومات أن الحريري اعتذر بروتوكولياً وبلباقة عبر اتصاله بالرئيس عون للاعتذار.
فما الذي دفع الحريري للاعتذار عن المشاركة في المؤتمر، رغم أنه التوقيت حرج بالنسبة للبلاد، ويتطلب أي خطوة لاحتواء حالة الخصومة المحتدمة بين القوى السياسية؟
قد يكون الموقف السعودي المخاصم للبنان، والمطالب بإقصاء أحد أقوى الأحزاب فيه عن المشهد السياسي، سبباً دفع الحريري لعدم إحراج نفسه حالياً بالمشاركة في فعالية تتضمن ممثلين عن تلك القوى التي تعاديها الرياض، وبالتالي سيزيد الرجل من حالة الاستياء منه داخل الأروقة السعودية، لا سيما بعد تسريبات قالت بأن الرياض لا تريد للحريري أن يكون في المشهد السياسي الحالي للبنان.
كما ان العناوين العريضة التي طرحها الرئيس عون للمؤتمر وأهمها الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان، قد تسبب حرجاً كبيراً للحريري أمام الرياض وحلفائها، إذ أنه من غير الممكن تمرير صيغة حول هذا العنوان ترضي المملكة، على اعتبار أنه من المستحيل حالياً تسليم سلاح هذا الحزب وحصره فقط بالجيش اللبناني، هذه الأسباب قد تكون أكثر ما دفع الحريري للاعتذار عن دعوة الرئيس عون، ما يعني بأن نتائج هذا المؤتمر ستكون كشلية ومفرغة من مضمونها، بسبب حالة الانقسام الحاد بين الأفرقاء، وتأييد ماكانوا يُسمون بقوى 14 آذار للموقف السعودي المقاطع للبنان.