بيروت – (رياليست عربي): في خضم الأحداث الساخنة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، لا يزال ملف لبنان عالقاً دون تسوية أو أفق لما يمكن أن تصل إليه الأمور في هذه البلاد، فمن مشاكل الاقتصاد والمعيشة والمصارف والعقوبات والعلاقات مع الدول العربية، وصولاً إلى استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة، والتي أعلنت واشنطن أنها مهتمة بها جداً وتتابعها عن كثب.
في هذا السياق قالت السفيرة الأمريكية في بيروت إنه يتعين إجراء الانتخابات البرلمانية في لبنان في موعدها في مايو/ أيار وسط مخاوف من أن تسعى أحزاب قوية لتأجيلها لأن نتيجتها قد تؤدي إلى فقدان هذه الأحزاب بعض قوتها في مجلس النواب.
وقالت السفيرة دوروثي شيا: هناك إجماع في المجتمع الدولي على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها بصورة تتسم بالنزاهة والشفافية”، مضيفة لا مجال للمناورة.
وشدد مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي على أهمية إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وشاملة في الموعد المقرر في 15 مايو/ أيار 2022، فيما يأتي هذا الاستحقاق الانتخابي وسط أزمة مالية كبيرة في لبنان، تمثل أكبر تهديد للاستقرار منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.
وستكون الانتخابات هي الأولى لاختيار 128 عضواً في البرلمان منذ تفجر احتجاجات في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، والتي قُدّر أعداد المشاركين فيها في بعض الأحيان بمئات الألوف في دولة عدد سكانها ستة ملايين نسمة، مستهدفة النخب السياسية التي يراها الكثيرون سبباً للفساد وسوء الإدارة على مدى عقود.
وتقول معظم الأحزاب الكبرى والمسؤولون الحكوميون إنهم ملتزمون بإجراء الانتخابات في موعدها، بينما يشير المحللون إلى أن بعض الأحزاب، بما في ذلك حلفاء حزب الله قد يتعرضون لانتكاسات في صناديق الاقتراع، وسط أقاويل عن إمكانية خسارة كل من حركة أمل والتيار الوطني الحر للكثير من المقاعد خلال الانتخابات القادمة، فيما يؤكد حزب الله و حركة أمل والتيار الحر بأنهم يؤيدون إجراء الانتخابات النيابية في موعدها.
وما يزيد من وقع التخبط في المشهد السياسي اللبناني، هو انسحاب الرئيس الأسبق سعد الحريري من المشهد السياسي، وسط توقعات بأن تيار المستقبل لن يكون خلال الفترة المقبلة كما كان تاريخياً في لبنان، مما قد يخلق فراغاً كبيراً ضمن الساحة السنية، ويؤدي إلى ظهور نواب سنة جدد، سيكونون أقرب لواشنطن مما كان عليه نواب المستقبل سابقاً وفقاً للبعض.
كما أن تصريحات السفيرة الأمريكية حول الانتخابات النيابية في لبنان، تؤكد بأن هناك مفاجآت ستحدث بعد تلك الانتخابات، وأن لواشنطن رغبة في ظهور طبقة نواب جديدة من الموالين لها كبديل عن من يسمونهم بالحرس النيابي القديم الممثل للطائفة السنية على وجه التحديد.