لندن – (رياليست عربي). أثارت الزيارة الرسمية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بريطانيا سيلاً من التعليقات الساخرة والتكهنات، وصلت حد التساؤل العلني عما إذا كان قد يصبح يوماً ما رئيساً لوزراء المملكة المتحدة.
في بث مباشر على قناة GB News، تساءل النائب السابق جاكوب ريس–موغ: «هل يمكن أن يصبح ترامب رئيس وزراء بريطانيا المقبل؟» مشيراً في منشور على منصاته الرقمية إلى أن أصول والدته الاسكتلندية قد تمنحه “أهلية” بعد انتهاء ولايته في الولايات المتحدة عام 2029.
الفكرة قوبلت بموجة من السخرية، حيث كتب أحد المعلقين أن ترامب “لن يكون أسوأ من ليز تراس”، فيما أضاف آخر أنه “لن يكون أقل شعبية من كير ستارمر”. أما أنصاره، فقد عبروا عن استيائهم من ما اعتبروه تجاهلاً بروتوكولياً، إذ كتب أحدهم: «لم تُفرد السجادة الحمراء لترامب. رئيس الوزراء لم يستقبله. عار».
وسائل الإعلام الروسية ضاعفت الجدل، حيث عنونت قناة “روسيا اليوم”: «لا سجادة حمراء لترامب في لندن»، مقارِنة ذلك بالاستقبال الذي حظي به الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. بينما علق كتاب بريطانيون بسخرية أن “السجادة الحمراء كانت منشغلة بتقييد الأمير أندرو”.
برنامج الزيارة ركّز على الطقوس الرسمية أكثر من التفاعل الشعبي، إذ ركب ترامب عربة ذهبية في موكب عبر قلعة وندسور بحضور عسكري محدود. ووصف الصحفي ريتشارد إيدن من “ديلي ميل” المشهد بأنه «محاولة استعراضية لإمتاع الرئيس الأمريكي، أشبه بملاهي».
غير أن المراقبين رأوا في ذلك عرضاً رمزياً يتماشى مع ولع ترامب بالمظاهر العسكرية، مقارنين إياه بالقيصر الروسي بافل الأول المعروف بصرامته في الانضباط العسكري وقراراته الغريبة في الزي.
بالنسبة لبريطانيا، حملت الزيارة طابعاً أشبه بـ”قرية بوتيمكين”: مظاهر احتفالية بلا مضمون سياسي، ورسالة مفادها أن الواجهة أحياناً لا تُخفي الواقع بل ترحب به.