كاراكاس – (رياليست عربي). قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إن التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن «استعادة» أراضٍ ونفط فنزويليين كشفت بوضوح ما وصفه بالنوايا الحقيقية لواشنطن، متهماً الولايات المتحدة بالسعي إلى تغيير النظام وتحويل بلاده إلى مستعمرة.
وفي كلمة ألقاها خلال تجمع شعبي في كاراكاس، الأربعاء، اعتبر مادورو أن تصريحات ترامب تؤكد ما حذرت منه فنزويلا منذ سنوات. وقال: «هذا ليس سوى ذريعة استعمارية عدوانية. لقد حذرنا من ذلك طويلاً، والآن باتت الحقيقة واضحة أمام الجميع».
ورفض مادورو اتهامات ترامب بأن فنزويلا استولت على أصول أميركية، معتبراً أن الهدف الحقيقي لواشنطن هو فرض حكومة موالية تتخلى عن السيادة الوطنية. وأضاف: «يريدون تنصيب نظام دمية لا يصمد 47 ساعة، ويسلم الدستور والسيادة وكل ثرواتنا. هذا لن يحدث أبداً».
وكان ترامب قد كتب، الثلاثاء، على منصته «تروث سوشيال» أن التعزيز العسكري الأميركي حول فنزويلا سيستمر إلى أن تعيد كاراكاس «النفط والأراضي والأصول الأخرى التي سرقتها منا»، قبل أن يصرح للصحافيين بأن الولايات المتحدة تريد استعادة ما وصفه بـ«حقوق الطاقة»، مدعياً أن فنزويلا استولت على مصالح نفطية أميركية.
وتجدر الإشارة إلى أن فنزويلا قامت بتأميم قطاعها النفطي في سبعينيات القرن الماضي، ما أنهى هيمنة الشركات الأميركية على حقول النفط. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، كثف ترامب تهديداته ضد كاراكاس، مصوراً فنزويلا كمركز لتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، وأعلن مؤخراً فرض حصار على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات المتجهة إلى البلاد أو الخارجة منها.
وخلال خطابه، دعا مادورو أيضاً كولومبيا إلى الوقوف إلى جانب فنزويلا في مواجهة ما وصفه بـ«العدوان الخارجي»، موجهاً نداءً إلى المجتمع والقوات المسلحة الكولومبية لضمان «ألا يجرؤ أحد على المساس بسيادة بلداننا».
وبحسب بيان صادر عن الحكومة الفنزويلية، ناقش مادورو لاحقاً تصريحات ترامب في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مشدداً على أن هذه التصريحات يجب أن «تُدان بشكل قاطع» من قبل المنظمة الدولية، كونها تمثل تهديداً مباشراً للسيادة الوطنية والقانون الدولي والسلم العالمي.






