(رياليست عربي) – استخدم رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، الرجل الثاني في هرم القيادة الصينية، أول خطاب رئيسي له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لتوجيه تحذير شديد من تصاعد الأحادية والتنمر من قبل القوى الكبرى، في تصريحات فُهمت على نطاق واسع بأنها موجهة ضد الولايات المتحدة وإدارة الرئيس دونالد ترامب.
لي قال الجمعة: «الأحادية وعقلية الحرب الباردة تعودان من جديد. التاريخ يذكرنا مراراً بأن العالم يواجه خطر الانقسام والتراجع عندما تُملي القوة الحق. وإذا عادت شريعة الغاب وأصبح الضعفاء فريسة للأقوياء، فستشهد البشرية المزيد من الدماء والوحشية».
ورغم عدم إعلانه عن سياسات جديدة، شكّل الخطاب ظهوراً دولياً بارزاً له منذ توليه منصبه قبل أكثر من عامين. على خلاف تصريحاته التقنية المعتادة في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، اتسم خطابه في الأمم المتحدة بلغة رمزية وصور ثقافية، وتضمّن انعكاسات شخصية عن مشاهدته أعلام الأمم ونُصُب السلام في مقر المنظمة.
شدد لي على أن الصين تدعم التعددية والتوافق والمساواة بين الدول ذات السيادة، مضيفاً: «التضامن يرفع الجميع، بينما الانقسام يسحب الجميع إلى الأسفل». وحذّر، دون أن يذكر واشنطن بالاسم، من «الهيمنة والتنمر»، قائلاً: «كيف يمكننا أن نبقى صامتين وخاضعين خوفاً من القوة؟».
كما انتقد السياسات الحمائية وفرض الرسوم الجمركية، في إشارة واضحة إلى نهج ترامب التجاري: «من الأسباب الرئيسية للركود الاقتصادي العالمي الحالي هو ارتفاع الإجراءات الأحادية والحمائية».
وتستخدم بكين منذ سنوات منبر الأمم المتحدة كوسيلة لموازنة ما تعتبره هيمنة أميركية، مقدمة نفسها بوصفها مدافعاً عن نظام متعدد الأقطاب. ورغم أن المنتقدين يشيرون إلى التناقض بين خطاب الصين في الخارج وممارساتها الداخلية في شينجيانغ وهونغ كونغ، فإن ظهور لي يعكس تصاعد مكانته السياسية وقرار الرئيس شي جينبينغ منحه دور الواجهة الدولية في ظل توتر العلاقات مع واشنطن.
اللافت أن خطابه خلا من أي ذكر مباشر لـ «الولايات المتحدة»، وهو ما اعتبر إشارة دبلوماسية دقيقة، رغم أن مضمون الرسالة كان واضحاً.






