موسكو – (رياليست عربي): يتمتع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكاريزما خاصة، إضافةً لتصرفات مدروسة خلال لقائه مع نظرائه الأوروبيين جعلته مثار جدل، إذ استخدم حيلة الكلاب خلال لقاءه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مع علمه بخوفها من الكلاب، أما مع الرئيس الفرنسي، فقد حصل شيئان مهمان، الأول هو المبالغة في الجول إلى طاولة كبيرة جعلت الرئيسين الفرنسي والروسي متباعدين، أما التصرف الثاني فكان عبر ترك بوتين للرئيس ماكرون يسير خلفه وحيداً، بعد نهاية مؤتمرهما الصحفي بالكرملين.
ورغم محاولة الأوساط الدبلوماسية، لا سيما الأوروبية منها، ترطيب أجواء تلك الزيارة، والتلويح بأنها كانت إيجابية، إلا أن ما تلاها يعاكس ذلك، فقد قال ماكرون إنه وبوتين تمكنا من إيجاد نقاط التقاء بشأن الأزمة الأوكرانية، ولاحقاً رفض الكرملين التعليق على ما قاله قصر الإليزيه عن تعهد بوتين خلال لقائه ماكرون بالامتناع عن أي أنشطة عسكرية إضافية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: لا يمكنني التعليق على ذلك، لا أفهم تماماً ما الذي يتحدث عنه الزملاء الفرنسيون.
تصرفات بوتين مع نظيره الفرنسي، تعكس رغبة الرئيس الروسي إظهار القادة الأوروبيين بمظهر ضعف أمامه، كما أن ما حصل لا يطابق الأعراف الدبلوماسية، أن يُترك رئيس ضيف يسير وحيداً وبمسافة بعيدة عن الرئيس المستضيف، وهذا لوحده يعطي إشارة بأن هناك مسافة بعيدة بين موسكو وباريس، وكل ما تمت محاولته من تسويق أجواء إيجابية أو الخروج بمقررات منتظرة تطوق مخاطر أزمة عالمية، لم يكن سوى محاولات فاشلة.
الفرنسيون يحاولون اقتناص دور الريادة في القارة العجوز، فيما الروس ينظرون لأوكرانيا على أنها امتداد ثقافي وتاريخي وجغرافي للاتحاد السوفيتي السابق، وأي تفكير غربي بإحدى الجمهوريات السابقة لذلك الاتحاد المفكك، سيكون بمثابة تهديد مباشر للعاصمة الروسية، وكأنه على تخومها.