واشنطن – (رياليست عربي): أعرب المبعوث الأمريكي الخاص، جيمس ويتكوف، عن تفاؤله حيال إمكانية نجاح المحادثات المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في إشارة إلى احتمال انفراجة في العلاقات الثنائية المتوترة، جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها ويتكوف للصحفيين، حيث أكد أن كلا الجانبين يبديان استعداداً للتوصل إلى حلول وسط حول القضايا الخلافية العالقة، خاصة فيما يتعلق بالأمن الدولي والاستقرار الإقليمي.
هذه التصريحات تأتي في سياق الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها واشنطن وموسكو لتحسين الأجواء بينهما، بعد سنوات من التوترات الحادة بسبب خلافات حول عدة ملفات، أبرزها الأزمة الأوكرانية، والتدخلات في الشؤون الداخلية للدول، وسباق التسلح، ويتوقع مراقبون أن يركز اللقاء المرتقب بين الرئيسين على إمكانية تجديد معاهدة “ستارت” النووية، والتي توشك على الانتهاء، بالإضافة إلى بحث سبل التعاون في مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في مناطق النزاع حول العالم.
من جهته، أشار ويتكوف إلى أن كلاً من ترامب وبوتين يدركان أهمية تجنب التصعيد، وأن هناك إرادة سياسية واضحة لديهما لتحقيق تقدم ملموس في العلاقات الثنائية، كما لفت إلى أن اللقاء قد يشهد مناقشة قضايا اقتصادية مهمة، بما في ذلك إمكانية رفع بعض العقوبات المتبادلة، والتي أثرت سلباً على التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.
فيما يتعلق بالموقف الأوروبي، تبدو بروكسل حذرة من أي تقارب أمريكي روسي مفاجئ، خاصة في ظل المخاوف من أن يتم ذلك على حساب مصالح الحلفاء الأوروبيين، وقد أعربت بعض العواصم الأوروبية عن قلقها من أن تؤدي أي اتفاقيات بين واشنطن وموسكو إلى إضعاف الموقف الغربي الموحد تجاه القضايا الخلافية مع روسيا.
على الجانب الروسي، أكدت مصادر دبلوماسية أن موسكو تنظر إلى هذا اللقاء كفرصة لتخفيف الضغوط الدولية عليها، وربما فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الغرب، ومع ذلك، يشدد الخبراء على أن الطرفين سيحتاجان إلى تجاوز العديد من العقبات قبل التوصل إلى أي اتفاقيات كبرى، خاصة في ظل عمق الخلافات الاستراتيجية بينهما.
يأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه العالم تحولات جيوسياسية كبرى، مع تزايد التنافس بين القوى العظمى وبروز تحديات جديدة على الساحة الدولية، ويبقى السؤال الأكبر حول ما إذا كانت هذه المحادثات ستؤدي إلى تحسن حقيقي في العلاقات الأمريكية الروسية، أم أنها ستكون مجرد محطة أخرى في سلسلة طويلة من المحاولات الفاشلة لتجاوز حالة الاستقطاب الحادة بين الجانبين.
ختاماً، فإن الأوساط السياسية والدبلوماسية تترقب هذا اللقاء بتفاؤل حذر، إذ يمكن أن يشكل منعطفاً مهماً في العلاقات الدولية إذا ما نجح الرئيسان في تجاوز خلافاتهما التاريخية، ومع ذلك، فإن تعقيدات الملفات المطروحة وتضارب المصالح قد يحولان دون تحقيق أي تقدم ملموس، مما يجعل من الصعب التنبؤ بنتائج هذا الحوار المرتقب.