القاهرة – (رياليست عربي): في ظل انتظار عقد “الحوار الوطني” في مصر جلساته الذي يستهدف رسم خارطة طريق ما دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ”الجمهورية الجديدة”، تحدث سياسيون محسوبون على أحزاب وتيارات مقربة للسلطة في مصر، عن ضرورة أن تشمل نتائج “الحوار الوطني” إفساح المجال السياسي في مصر، وذلك بعد السير في خطوات عملية الإصلاح الاقتصادي خلال السنوات الماضية.
ووضح ذلك خلال جلسة الصالون السياسي لحزب الإصلاح والنهضة، والذي يضم في جلساته نواب وساسة داعمين للدولة المصرية، بالحديث عن أن تعميم “التنمية السياسية” وبروز دور ونشاط الأحزاب السياسية وتأهيل وإعداد أجيال جديدة قادرة على القيادة في المستقبل، هي أوراق مهمة تنظر فيها إدارة الحوار الوطني، وذلك بعد أن بدأت تظهر ملامح “التنمية الاقتصادية” التي سارت فيها الدولة في السنوات الأخيرة عبر الإصلاح الاقتصادي الذي دأبت عليه القيادة السياسية في ظل ترتيب الأولويات.
وخرج الصالون السياسي بتوصيات منها الاهتمام المضاعف بمؤسسات التنمية السياسية لضمان استمرارية وجود أجيال سياسية متعاقبة في مصر قادرة على استكمال المسار التنموي الذي بدأ في مصر منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما ركزت التوصيات على ضرورة تعزيز ودعم المؤسسات المنوط بها التنمية السياسية وتكوين أجيال سياسية من خلال الأحزاب والكيانات السياسية والنقابات وغيرها، سواء دعم مادي أو تدريبي، ومن ناحية أخرى، ضرورة التحرك على البيئة التشريعية في مصر لدعم الممارسة السياسية ليس فقط الانتخابية ولكن مباشرة الحقوق السياسية بشكل عام في الملفات المختلفة.
وقال رئيس حزب الإصلاح والنهضة، هشام عبد العزيز، إنه بعد قطع الدولة شوطاً كبيراً في التنمية الاقتصادية، هناك ضرورة للتركيز على التنمية السياسية خاصة فيما يتعلق بتمكين الشباب والأحزاب السياسية من جهة وأيضاً تهيئة البيئة السياسية في مصر لضمان استقرار اقتصادي وتماسك مجتمعي.
وطالب عضو مجلس النواب وعضو لجنة الحوار الوطني، النائب علاء عصام، أهمية تفعيل لجنة شؤون الأحزاب مع وجود بيئة ثقافية حقيقية تسمح بنمو الحياة الحزبية وذلك في ظل الاحتياج الشديد لتمكين أوسع النطاق في كل التخصصات والنطاقات الجغرافية بجانب المؤسسات لضمان استمراريتها وقدرتها على إنتاج أجيال سياسية متعاقبة قادرة على استكمال مسيرة الدولة التنموية وتطور عليها.
فيما أكد مدير الأكاديمية السياسية وعضو المكتب السياسي بحزب الإصلاح والنهضة، الدكتور علي عبد المطلب على أن الحوار الوطني فرصة كبيرة لبناء الوعي وغرس قيم المواطنة والحوار وقبول الآخر والالتقاء على الأرضية المشتركة، وهي فرصة للأحزاب للنظر في ملفات الدولة والوقوف على الإشكاليات وتقديم الحلول المقترحة وأن تعبر عن آرائها وبرامجها، ويجب استغلال الحوار الوطني في رسم صورة أن العمل السياسي يقوم على الجهد والبرامج وليس شعارات أو انتقادات أو عدم إلمام حقيقي باحتياجات الدولة والمواطن.