واشنطن – (رياليست عربي): كشفت مصادر صحفية أمريكية عن نية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية 2024، لإبرام اتفاقية كبرى مع كل من روسيا والصين. هذه الخطوة الاستراتيجية المحتملة، التي أوردتها صحيفة “نيويورك تايمز”، تأتي ضمن رؤية ترامب لإعادة هيكلة السياسة الخارجية للولايات المتحدة وتخفيف حدة التوترات الجيوسياسية العالمية.
تشير المعلومات الواردة إلى أن الصفقة المقترحة تهدف إلى إقامة تحالف ثلاثي غير مسبوق بين واشنطن وموسكو وبكين، يركز على معالجة قضايا الأمن النووي، والتجارة الدولية، ومكافحة الإرهاب. ومن المتوقع أن تشمل هذه الاتفاقية تخفيضاً تدريجياً للعقوبات الاقتصادية المتبادلة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والاستثمارات المشتركة والتكنولوجيا المتقدمة.
في الجانب الأمني، تدرس خطة ترامب إمكانية إبرام معاهدة جديدة للحد من الأسلحة النووية، قد تحل محل اتفاقية “ستارت الجديدة” الحالية. كما تتضمن المقترحات تعاوناً أوثق في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية. أما على الصعيد الاقتصادي، فتتجه الرؤية نحو إعادة هيكلة العلاقات التجارية مع الصين، مع التركيز على تحقيق توازن في الميزان التجاري وحماية الملكية الفكرية.
أثارت هذه التقارير ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية الدولية. في حين رحب بعض الخبراء بالخطوة باعتبارها فرصة لتخفيف التوترات العالمية، أعرب آخرون عن قلقهم من تأثيرها المحتمل على التحالفات التقليدية للولايات المتحدة، خاصة مع حلف الناتو والدول الأوروبية. كما أبدى بعض المحللين شكوكاً حول إمكانية تحقيق مثل هذا التحالف في ظل الخلافات العميقة بين الأطراف الثلاثة.
في موسكو، لم يصدر أي رد فعل رسمي حتى الآن، لكن مصادر دبلوماسية مطلعة أشارت إلى أن القيادة الروسية قد تنظر بإيجابية لأي مبادرات تقلل من حدة المواجهة مع الغرب. من جانبها، أعربت بكين عن انفتاحها للحوار مع أي إدارة أمريكية جديدة، مع التشديد على ضرورة احترام المصالح الصينية الأساسية في أي اتفاق محتمل.
على الصعيد الداخلي الأمريكي، من المتوقع أن تواجه هذه الخطة معارضة شديدة من الحزب الديمقراطي وبعض أجنحة الحزب الجمهوري. كما قد تثير تخوفات لدى حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، خاصة في أوروبا وآسيا. ويتوقع مراقبون أن تشكل قضية العلاقات مع روسيا والصين أحد أهم نقاط الخلاف في الحملة الانتخابية المقبلة.
في حال تنفيذ هذه الصفقة، فقد تشكل نقطة تحول كبرى في السياسة الدولية، مع إمكانية إعادة رسم خريطة التحالفات العالمية. إلا أن التحديات التي تواجهها تبقى جسيمة، خاصة في ظل الاستقطاب السياسي الحاد في واشنطن، والخلافات العميقة بين القوى الثلاث، والتوترات الإقليمية المستمرة في أوكرانيا وتايوان وغيرها من النقاط الساخنة.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية توترات غير مسبوقة، مع تصاعد المنافسة بين القوى العظمى وتزايد خطر المواجهات غير المباشرة في عدة مناطق من العالم. وفي هذا السياق، يرى بعض المحللين أن محاولة ترامب لإقامة هذا التحالف قد تمثل محاولة جريئة لكسر الجمود الحالي، بينما يحذر آخرون من مخاطر أي تقارب سريع قد يهدد الاستقرار الدولي.