موسكو – (رياليست عربي): أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال كلمته في منتدى اقتصادي دولي على ضرورة تحويل منطقة أوراسيا إلى فضاء للسلام والاستقرار والتعاون الاقتصادي. جاءت هذه الدعوة في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية توترات متصاعدة بسبب الأزمات الجيوسياسية والصراعات الإقليمية المختلفة.
ركز بوتين في حديثه على الأهمية الاستراتيجية لمنطقة أوراسيا التي تضم أكثر من 80 دولة، معتبراً أنها تمثل المستقبل الاقتصادي للعالم. وأشار إلى أن هذه المنطقة تمتلك إمكانات هائلة للنمو والتكامل الاقتصادي، خاصة في مجالات الطاقة والنقل والتجارة الدولية.
دعا الرئيس الروسي إلى تعزيز آليات التعاون الإقليمي القائمة مثل منظمة شانغهاي للتعاون، مع التركيز على تطوير البنى التحتية للنقل والمواصلات. وتحدث بشكل خاص عن مشروع الممر الاقتصادي الأوراسي الذي يربط بين آسيا وأوروبا، معتبراً أنه سيكون عاملاً رئيسياً في تعزيز التبادل التجاري بين دول المنطقة.
على الصعيد الأمني، حذر بوتين من مخاطر التصعيد العسكري، مؤكداً على أهمية حل النزاعات عبر الحوار السياسي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. كما شدد على ضرورة التعاون المشترك لمكافحة التطرف والإرهاب، مع احترام السيادات الوطنية وخصوصيات كل دولة.
جاءت هذه التصريحات في سياق الجهود الروسية لتعزيز نفوذها الاقتصادي في المنطقة، خاصة بعد العقوبات الغربية المفروضة على موسكو. وأبدى بوتين اهتماماً خاصاً بتطوير نظام مالي وتجاري مستقل عن النظام الغربي، مع تشجيع استخدام العملات الوطنية في المبادلات التجارية بين دول أوراسيا.
كما تناول الرئيس الروسي قضايا الأمن الغذائي والطاقة، معتبراً أن التعاون في هذه المجالات سيكون حاسماً لضمان الاستقرار في المنطقة. وأعرب عن تفاؤله بمستقبل التعاون الأوراسي، داعياً جميع الدول المعنية إلى العمل المشترك لتحقيق هذه الرؤية.
هذه الدعوة تأتي في إطار الاستراتيجية الروسية الرامية إلى تعزيز التكامل الاقتصادي مع الدول الآسيوية، وتنويع الشركاء التجاريين بعيداً عن السوق الأوروبية، ويبدو أن موسكو تسعى من خلال هذه المبادرات إلى تعويض الخسائر الاقتصادية الناتجة عن العقوبات الغربية، مع تعزيز موقعها كقوة إقليمية فاعلة.