موسكو – (رياليست عربي): أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن عقد جولة ثانية من المفاوضات مع أوكرانيا في إسطنبول قريباً، في محاولة جديدة لكسر الجمود الذي استمر لشهور في الأزمة بين البلدين. يأتي هذا التطور الدبلوماسي في وقت تشهد فيه جبهات القتال تصاعداً متقطعاً، بينما تعاني أوروبا من تبعات أزمة الطاقة المستمرة.
تشير المعلومات المتاحة إلى أن المحادثات ستغطي أربعة محاور رئيسية: قضايا الأمن والضمانات الدولية، وضع المناطق المتنازع عليها في شرق أوكرانيا، ملفات التعاون الاقتصادي والطاقة، وقضية تبادل الأسرى والمعتقلين. وستشهد الجولة مشاركة وفود فنية متخصصة إلى جانب الدبلوماسيين، مما قد يسمح بمناقشة أكثر تفصيلاً للقضايا العالقة.
على الصعيد الدولي، تحظى هذه المفاوضات بدعم تركي واضح، حيث تسعى أنقرة إلى تعزيز دورها كوسيط إقليمي فاعل، خاصة بعد النجاح النسبي لاتفاق تصدير الحبوب الذي أشرفت عليه سابقاً. أما الغرب، فيبدو أكثر حذراً، مع تأكيد واشنطن وبروكسل على ضرورة احترام سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية في أي اتفاق محتمل.
في السياق الأوكراني، تفضل كييف التركيز على المكاسب الميدانية والعسكرية، بينما تبدو موسكو أكثر حرصاً على تخفيف العزلة الدولية والضغوط الاقتصادية. هذا الاختلاف في الأولويات قد يصعّب الوصول إلى حلول وسطى، خاصة فيما يتعلق بالملفات الجوهرية مثل مستقبل المناطق المتنازع عليها وطبيعة العلاقات مع حلف الناتو.
رغم ذلك، يرى مراقبون أن مجرد عقد هذه الجولة يمثل إيجابية بحد ذاته، إذ يظهر استعداد الطرفين للحوار رغم الخلافات العميقة. كما أن اختيار إسطنبول مكاناً للمفاوضات يضمن حياداً مقبولاً للجميع، بعيداً عن العواصم الغربية أو الروسية.
الكلمات المفتاحية: مفاوضات روسيا أوكرانيا – لافروف إسطنبول – جولة جديدة مفاوضات – أزمة أوكرانيا 2025 – الوساطة التركية – تبادل أسرى روسيا أوكرانيا – حل الأزمة الأوكرانية.
في النهاية، بينما لا يتوقع مراقبون تحقيق اختراقات كبرى في هذه الجولة، إلا أنها قد تمهد الطريق لتقدم تدريجي في بعض الملفات، مثل تبادل الأسرى والمبادرات الإنسانية، مع إبقاء الباب مفتوحاً لمفاوضات أكثر جدية في المستقبل، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وزيادة الضغوط على جميع الأطراف.