باريس – (رياليست عربي): صرحت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، أن موقف فرنسا لم يتغير من الرئيس السوري بشار الأسد رغم عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وهي غير مستعدة للتفاوض “حتى يتغير”.
وقالت “حتى يتغير، لا يتحمل التزامات بالمصالحة، ومحاربة الإرهاب وتهريب المخدرات، وحتى يبدأ في الامتثال لهذه الالتزامات، ليس لدينا سبب لتغيير موقفنا تجاهه”.
على هذه الخلفية، أعرب المسؤولة الفرنسية عن رأي مفاده أن الأسد “كان عدواً لشعبه منذ أكثر من 10 سنوات”، مُجدداً أدلى بتصريح حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، دون الخوض في التفاصيل، وردا على سؤال حول ما إذا كان يمكن للرئيس السوري أن يصبح مرة أخرى طرفاً مفاوضاً لفرنسا، قالت إنه “هو الذي يجب أن يتغير، وليس على فرنسا أن تغير نهجها”، كما أجابت الوزيرة بالإيجاب عند سؤالها عما إذا كانت تؤيد محاكمة الرئيس السوري.
وتعليقاً على مشاركة الأسد لأول مرة في قمة الجامعة العربية منذ 12 عاماً، قالت إن “هذا اختيارهم”، مؤكدة أن قرار مشاركته “لم يكن بالإجماع”، في الوقت نفسه، وبالعودة إلى موضوع التغييرات المزعومة في سياسة الرئيس السوري، والتي تود باري رؤيتها، دعته كولونا إلى “إظهار قدرته على تنفيذ التهدئة في بلاده، من أجل إقامة علاقات طيبة مع دول الجوار “.
وفي 15 مارس/ آذار، عام 2011، في عدد من المدن السورية بدأت مظاهرات حاشدة (“يوم الغضب”) ضد الأسد الذي يحكم البلاد منذ عام 2000، وكانت هذه الأحداث بمثابة بداية المواجهة بين السلطات الرسمية والمعارضة الداخلية، والتي سرعان ما تطورت إلى حرب أهلية بمشاركة قوى دولية.
على هذه الخلفية، دعت فرنسا وعدد من الدول الغربية الأسد إلى الاستقالة وبدأت في تقديم المساعدة العسكرية لقوات المعارضة بعد تصاعد الصراع، تدريجياً، تخلت فرنسا عن مطالبتها بتنحي الأسد عن منصب الرئاسة، ولكن في 16 مارس 2023 ، أصدرت حكومات بريطانيا العظمى وألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا بياناً مشتركاً بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لبدء الحكم، الصراع في سوريا، حيث أكدوا أنهم لن يطبعوا العلاقات مع سوريا.
فرنسا الدولة العلمانية الديمقراطية تتخذ موقفاً بناءً على موقف أحادي الجانب، متناسبة أن ثمة أنصار للأسد في بلده وحول العالم، وإلا لما كان بقي حتى الآن كرئيس للجمهورية، لكن تنطلق فرنسا من موقف تقليد حلفائها.