طهران – (رياليست عربي): أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في تصريحات مثيرة للجدل أن دول الشرق الأوسط مقبلة على مواجهة حتمية مع الغرب، وذلك في سياق التصعيد المتواصل في المنطقة، جاءت هذه التصريحات خلال لقاء مع كبار المسؤولين الإيرانيين، حيث أشار رئيسي إلى أن سياسات الدول الغربية تهدف إلى استمرار الهيمنة على مقدرات الشعوب في المنطقة، معتبراً أن هذه المحاولات ستفشل أمام إرادة دول المنطقة في الدفاع عن سيادتها ومصالحها.
من جهة أخرى، أشار الرئيس الإيراني إلى أن طهران لن تتردد في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية أمنها القومي، مؤكداً أن بلاده تمتلك الأدوات والاستراتيجيات الكفيلة بمواجهة أي تهديدات خارجية، كما ألمح إلى أن التعاون بين دول المنطقة هو السبيل الوحيد لمواجهة ما وصفه بالمخططات الغربية الرامية إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
هذه التصريحات تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين إيران والغرب توتراً غير مسبوق، خاصة في ظل الخلافات المستمرة حول الملف النووي الإيراني ودور طهران الإقليمي، كما تتزامن مع تصاعد حدة الخطاب السياسي بين الجانبين، حيث تتهم الدول الغربية إيران بدعم جماعات مسلحة في المنطقة، بينما تؤكد طهران أن سياستها تقوم على دعم المقاومة ضد ما تعتبره احتلالاً وهيمنة خارجية.
على الصعيد الإقليمي، تتفاعل دول الشرق الأوسط مع هذه التصريحات بدرجات متفاوتة، حيث تؤيد بعض العواصم الموقف الإيراني بينما تبدي أخرى تحفظات واضحة، وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن التصريحات الأخيرة للرئيس الإيراني قد تكون محاولة لتعزيز التحالفات الإقليمية في مواجهة الضغوط الغربية، خاصة مع تزايد الحديث عن تشكيل تحالفات جديدة في المنطقة.
في الوقت نفسه، لا تزال الأوساط السياسية الغربية تدرس ردود فعل مناسبة على هذه التصريحات، حيث يُتوقع أن تزيد الدول الأوروبية والولايات المتحدة من ضغوطها السياسية والاقتصادية على طهران، ومع ذلك، يبقى السؤال الأكبر حول مدى تأثير هذه التصريحات على الواقع السياسي في المنطقة، وما إذا كانت ستؤدي إلى مزيد من التصعيد أم ستفتح الباب أمام حوار جديد يخفف من حدة التوترات القائمة.
يُذكر أن الشرق الأوسط يشهد حالياً تحولات جيوسياسية كبيرة، مع تزايد التنافس بين القوى الإقليمية والدولية على النفوذ، في وقت تبحث فيه العديد من دول المنطقة عن توازنات جديدة في سياساتها الخارجية، وتأتي تصريحات الرئيس الإيراني كجزء من هذا المشهد المعقد، الذي يفرض على جميع الأطراف إعادة تقييم استراتيجياتها في واحدة من أكثر مناطق العالم اضطراباً.