موسكو – (رياليست عربي): قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف إن العقوبات “الجهنمية” ضد روسيا بدأت ترتد على الدول الغربية، وذلك بعد أسابيع قليلة من فرضها على روسيا، طبقاً لما ورد على قناته الرسمية، على تطبيق “تلغرام“.
ويضيف ميدفيديف، ما يحدث الآن كان متوقعاً لكنه اتضح بصورة جلية، أن للعقوبات على روسيا طريقة عكسية ارتدت باتجاه الغرب، وما يؤكد ذلك أن التضخم العالمي آخذ في الارتفاع، وبدأ الركود في أوروبا، ومنها من الممكن أن ينتشر إلى العالم كله، فضلاً عن ارتفاع أسعار الوقود بشكل كبير جداً، لكن الأوضح من ذلك كله، أن كل الدول الغربية لن تنجح في مواجهة مثل هذا الركود، على الرغم من التصريحات الهستيرية لزعماء الدول الغربية.
ويقول ميدفيديف، إن هذا الأمر يعيد بعض الذكريات عن أن آثار الأزمات الاقتصادية السابقة كان يتضرر منها بشكل أساسي، الأسر العادية، لكن اليوم في الغرب، لا يقتنع الجميع بفكرة أن “التضامن في النضال من أجل قضية عادلة” أهم من الرفاهية الشخصية، ما يعني أن روسيا ستصبر في سبيل قضيتها العادلة وليس من المهم العيش برفاهية.
وأكد ميدفيديف أن العالم يتجه تدريجياً نحو منطق جديد للعلاقات الاقتصادية العالمية ونظام مالي محدث، لأن الاتفاقيات السابقة “لن تظل كما هي بالتأكيد – ضامنوها السابقون، ركائز اتفاقية بريتون وودز التي عفا عليها الزمن، تعرضوا للخطر أكثر من اللازم، وقد شوهوا سمعتهم. من المستحيل الوثوق بأولئك الذين يجمدون حسابات الدول الأخرى، ويسرقون أصول أعمال الآخرين وممتلكاتهم الشخصية، مما يعرض مبادئ الحماية المطلقة للملكية الخاصة للخطر.
لقد تشكل الوعي اليوم، العالم بدأ يستيقظ، والثقة في العملات الاحتياطية تتلاشى، عصر العملات الإقليمية قادم، وهذه قناعة بغض النظر عن مدى رغبة أي شخص في ذلك، فسيتعين عليهم الاتفاق على نظام عالمي مالي جديد، وبعد ذلك ستكون الكلمة الحاسمة لتلك البلدان التي تتمتع باقتصاد قوي ومتقدم، وتمويل عام سليم، ونظام نقدي موثوق، وبأي حال من الأحوال بالنسبة لأولئك الذين يزيدون دينهم العام إلى ما لا نهاية عن طريق إصدار المزيد والمزيد من الأوراق الجديدة غير المدعومة بالثروة الوطنية، والتزامات وهمية يمكن للسلطات البالية أن ترفض دفعها في أي لحظة.
وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إن العقوبات لم تحقق النتائج التي رسمها ساسة الغرب، كإغلاق البنوك على سبيل المثال، لم تصل إلى نتيجة مهمة ولم تحقق هدفها، لكنهم اعتمدوا أذية المواطن الروسي العادي بشدة، رغم ذلك، يستطيع كل مواطن روسي الوصول إلى نظام الدفع الروسي واستخدامه، وبالحالة العكسية لم يلحق الحظر المفروض على تصدير موارد الطاقة الروسية حتى الآن سوى المستهلكين الغربيين العاديين – أصحاب السيارات، وسكان المنازل المزودة بتدفئة بالغاز، وغيرهم.
كما تحدث نائب رئيس مجلس الأمن عن الصعوبات الحقيقية التي يتعين على روسيا التعامل معها. حيث لا يزالون يحاولون عزلنا عن سلاسل القيمة العالمية، والتقسيم الدولي للعمل، وزيادة البطالة والانغماس في الفوضى الاقتصادية، ومع ذلك، من المستحيل تقييد روسيا على الصعيد العالمي.
كنا مستعدين لهذه الهجمات المتوقعة تماماً، لكن ما حدث عار على “أصدقائنا” في أوروبا وخارجها.