واشنطن – (رياليست عربي): تتشظى مشكلة الملف الأوكراني لتصل مفاعيلها إلى ميادين أخرى على مستوى العالم، أبرزها مستوى الطاقة وتوريد الغاز، ومخاوف الأوروبيين من تطور المواجهة السياسية بين موسكو والغرب، من أن تنعكس على دفء الأوروبيين في منازلهم.
إذ يتوقع الغرب أن تضع موسكو من ضمن خيارات المواجهة لديها، تخفيض توريد الغاز المسال إلى أوروبا، كنوع من الرد على أية عقوبات غربية قد تُفرض عليها، إذ تُعتبر روسيا المصدر الأكبر للغاز إلى القارة العجوز.
في هذا السياق قالت أوساط في إدارة الرئيس الأمريكي أن هناك مباحثات حول إمكانية إمداد قطر لأوروبا بالغاز كبديل عن روسيا، في حال غزت روسيا أوكرانيا، حيث يتوقع هؤلاء أن تقوم موسكو بتخفيض أو وقف توريد الغاز إلى هناك.
وتضيف الأوساط وفقاً لما سربته وسائل إعلام أمريكية، بأن واشنطن وجهت دعوةً لأمير قطر تميم بن حمد لزيارتها ما لتكون إما في أواخر الشهر الجاري أو في بداية شهر فبراير/ شباط من أجل هذه الغاية.
وبحسب المعلن فإن واشنطن والدوحة تباحثتا حول ذلك، منذ بدء الأزمة الأوكرانية، ثم تفاعل الأحداث في كازاخستان، حيث بدأت توضع الترتيبات والدراسات لاستبدال قطر بروسيا كمورد للغاز.
وللعلم فإن أوروبا تحصل على من 40٪ من غازها الطبيعي من روسيا، وحوالي ثلث الغاز الروسي المتدفق إلى أوروبا يمر عبر أوكرانيا.
بالتالي فإن تحقق هذا السيناريو، أي استبدال قطر بروسيا لتوريد الغاز إلى القارة العجوز، سيعني اشتداد الحرب والمواجهة بين روسيا والغرب إلى مستوى استراتيجي جديد، وهذا سينعكس على تلك المواجهة العابرة للبلدان في أكثر من ملف في سوريا وأفغانستان وكازاخستان وأرمينيا، فضلاً عن إمكانية اندلاع مشاكل ممكنة في كل من طاجيكستان وقيرغستان وتركمانستان، كدول سابقة كانت تتبع الاتحاد السوفييتي، إذ أن افتعال المشاكل في تلك البلدان القريبة من روسيا سيعني استهدافاً لأمنها القومي ما قد يرفع مستوى التأهب للون الأحمر.
خاص وكالة رياليست.