لندن – (رياليست عربي). أظهر استطلاع نشرته مجموعة ستاندرد تشارترد الأربعاء أن غالبية الشركات متعددة الجنسيات تتوقع ارتفاع تكاليف التشغيل خلال السنوات المقبلة نتيجة الاضطرابات الجيوسياسية المستمرة، ما يدفعها إلى اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي والتصنيع الذكي لمواجهة الضغوط المالية.
وشمل الاستطلاع 1,200 مدير تنفيذي في 17 سوقاً، حيث قال 62% منهم إن النفقات ستزداد بين 5 و14% خلال ثلاث إلى خمس سنوات. وأبدت شركات رابطة آسيان قلقاً خاصاً بسبب إعادة هيكلة سلاسل الإمداد والرسوم الجمركية واضطرابات طرق التجارة.
وقال سونيل كوشال، الرئيس التنفيذي لستاندرد تشارترد في جنوب آسيا وآسيان: «نشهد طلباً قوياً من العملاء لتطوير منظومات التجارة وسلاسل التوريد العالمية، وتسريع اعتماد التصنيع الذكي والذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة وتعويض التكاليف المتزايدة».
وأشار التقرير إلى أن الابتكار الرقمي يعيد تشكيل استراتيجيات التجارة، إذ اعتبر أكثر من نصف المشاركين أن التقدم التكنولوجي – مثل الذكاء الاصطناعي والأصول الرقمية – لا يقل أهمية عن النمو الاقتصادي أو الرسوم الجمركية في تحديد ملامح سلاسل التوريد العالمية. كما أن نحو 40% من الشركات تعتمد بالفعل منصات رقمية لتمويل سلاسل الإمداد، بينما يخطط 55% لاعتمادها خلال عامين.
وحددت الدراسة الهند وماليزيا والصين القارية وإندونيسيا والإمارات والولايات المتحدة كمراكز رئيسية للتوريد والتصنيع والتصدير. ورغم التوترات، أكد حوالي 40% من الشركات الأميركية والبريطانية أنها ستبقي مستويات تجارتها مع الصين دون تغيير.
وأضاف التقرير أن الصناعات الصينية تتحرك نحو القيمة المضافة العالية عبر تبني الروبوتات والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي لإنتاج سلع متقدمة وتحفيز الاستهلاك المحلي. وقال أنتوني لين، رئيس الخدمات المصرفية للمعاملات في ستاندرد تشارترد لمنطقة هونغ كونغ والصين الكبرى وشمال آسيا: «الشركات الصينية تلعب دوراً أكبر في التجارة العابرة للحدود مع إعادة تشكيل سلاسل التوريد العالمية».
وفي دراسة منفصلة، وجدت شركة التكنولوجيا المالية Airwallex أن ثلاثة من كل خمسة شركات في هونغ كونغ تعاني من تراجع هوامش الأرباح بسبب تقلبات أسعار الصرف وتوترات التجارة العالمية.






