واشنطن – (رياليست عربي): تشهد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والبرازيل مرحلة جديدة من التوتر بعد قرار واشنطن بفرض رسوم جمركية إضافية على واردات الحمضيات البرازيلية، في خطوة من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على أحد أهم القطاعات الزراعية في الاقتصاد البرازيلي.
ووفقاً لتقارير وكالة رويترز، فإن هذه الإجراءات الحمائية التي أقرتها الإدارة الأمريكية مؤخراً تهدد بتقليص حجم الصادرات البرازيلية من البرتقال والليمون وغيرها من الحمضيات بنسبة قد تصل إلى 40% خلال العام المقبل، مما يعرض آلاف الوظائف والمزارع العائلية في البرازيل لخطر الإغلاق.
في البرازيل، حيث تعتبر صناعة الحمضيات أحد أهم مصادر الدخل الزراعي، أثار هذا القرار الأمريكي موجة من القلق والاستنكار. وزارة الزراعة البرازيلية بدأت بالفعل في دراسة سلسلة من الإجراءات الردية، بينما يحذر خبراء الاقتصاد من أن تصاعد هذه الحرب التجارية قد يؤدي إلى خسائر كبيرة لكلا البلدين. وتشير التقديرات إلى أن القطاع الزراعي البرازيلي قد يخسر ما يقارب 500 مليون دولار سنوياً بسبب هذه الرسوم، في ضربة قاسية لاقتصاد لا يزال يعاني من آثار الأزمات المتتالية.
من جهتها، تبرر الإدارة الأمريكية هذه الخطوة بأنها ضرورية لحماية المزارعين المحليين في ولايات مثل فلوريدا وكاليفورنيا، الذين يشكون منذ سنوات من المنافسة غير العادقة للحمضيات البرازيلية المدعومة حكومياً. إلا أن محللين اقتصاديين يشككون في هذه الحجج، مشيرين إلى أن القرار يأتي في إطار سياسة حمائية أوسع تتبعها واشنطن في السنوات الأخيرة، والتي شملت فرض رسوم على منتجات أخرى مثل الصلب والألومنيوم.
المستهلك الأمريكي قد يكون أيضاً من المتضررين من هذه الإجراءات، حيث يتوقع خبراء الصناعة ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار عصائر الحمضيات ومنتجاتها في الأسواق الأمريكية بنسبة تتراوح بين 15% إلى 20%. هذا الارتفاع قد يقلل من الاستهلاك المحلي، مما يؤثر بدوره على كامل سلسلة التوريد، من متاجر التجزئة إلى شركات التصنيع الغذائي.
في السياق الأوسع، يعكس هذا النزاع التجاري استمرار التوتر في العلاقات الاقتصادية بين القوتين الزراعيتين، رغم محاولات سابقة لتسوية الخلافات عبر منظمة التجارة العالمية. مراقبون يرون أن التوقيت الحالي لهذه الإجراءات، مع اقتراب موسم الحصاد الرئيسي في البرازيل، قد يكون مدروساً لتعظيم الضغط على برازيليا، مما يزيد من احتمالية ردود فعل قوية قد تؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في الحرب التجارية بين البلدين.