برلين – (رياليست عربي): فعّلت ألمانيا، الأربعاء، المستوى الأول من خطتها الطارئة لضمان إمداد الغاز الطبيعي في مواجهة التهديد بتوقف الإمدادات الروسية كما أعلن وزير الاقتصاد روبرت هابيك، طبقاً لوكالات أنباء.
هذا يعني أن الغرب الأوروبي، بدأ يعيش أزمة حقيقية من نقص الإمداد، وأن أي مخزون من الغاز، لن يكفي إلا لمدة قليلة، ما يضع الحكومات الغربية إلا تشكيل خلية أزمة لمعالجة هذه الأمور المستجدة، إذ أن التصريح الألماني يبين أن جولة وزير الاقتصاد إلى منطقة الخليج قبل بعض الوقت لم تحقق النتيجة المرجوة منها.
وقال وزير الاقتصاد الألماني إنه أطلق مستوى (إنذار مبكر) فيما يتعلق بإمدادات الغاز وسط استمرار مطالبة روسيا بالدفع بالروبل، موضحاً ن هذا المستوى هو الأول من بين 3 مستويات تحذيرية، وسيترتب عليه تشكيل فريق أزمة في وزارته لتشديد مراقبة وضع إمدادات الغاز.
وتابع: “خلية أزمة شكلت الآن ضمن الوزارة للإشراف على الوضع فيما رفضت مجموعة السبع الطلب الروسي للمدفوعات بالروبل”، وأضاف أنه اتخذ هذا الإجراء بعد أن أشارت موسكو إلى أنها ستقر مشروع قانون يطالب بدفع ثمن الإمدادات بالروبل على الرغم من رفض مجموعة الدول الصناعية السبع لهذه المطالب يوم الاثنين.
التطور الخطير، أن مخازن الغاز في ألمانيا مملوءة حاليا بنحو 25 بالمئة من طاقتها.
يأتي ذلك في وقت تصر فيه روسيا على الدفع بالروبل مقابل الغاز الروسي، الذي يتم تسليمه إلى أوروبا، رافضة انتقادات مجموعة السبع التي وصفت الطلب بأنه غير مقبول، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “لن يقوم أحد بتسليم الغاز مجاناً، هذا أمر مستحيل، لا يمكن الدفع إلا بالروبل”.
وكرر هابيك الأربعاء القول: “لن نقبل أي مخالفة لعقود التسليم”، لكن ألمانيا وكل الدول الأوروبية، ليست في موقع تستطيع فيه التمسك بمواقف أشد حدة مع روسيا، لأن ثمنها لن يكون يسيراً، فلهجة الخطاب والتعامل مع موسكو يبدو أنها مهمة بالنسبة لبوتين كما الدفع بالروبل.
الجدير بالذكر أن الغاز الروسي مهم جدا للاتحاد الأوروبي الذي يسعى منذ بداية هجوم موسكو على أوكرانيا لإيجاد وسيلة لتخفيف هذا الاعتماد عليه.