فيينا – (رياليست عربي): قفزت أسعار النفط الخام خلال تعاملات أمس 4 في المائة، رغم استمرار صعود الدولار، الذي بلغ أعلى مستوى في عامين، في ظل تباطؤ الواردات النفطية الصينية نتيجة الإغلاق المشدد لمكافحة تجدد انتشار الجائحة في البلاد، طبقاً لموقع “الإيكونوميست” الاقتصادي.
ورغم سحب الولايات المتحدة من احتياطياتها النفطية، إلا أنها فشلت في هدئة الأسواق بشأن شح المعروض العالمي مع استمرار الضغوط الصعودية على القطاع والتسعير لآخر تطورات الحرب الروسية – الأوكرانية والعقوبات ذات الصلة على موسكو من جانب الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وبعض اقتصادات رئيسة مثل اليابان.
وبحسب متخصصين في مجال النفط، فإن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة سينمو بوتيرة متناقصة أكثر مما كان متوقعاً في السابق، حيث يتصارع منتجو النفط الصخري مع ارتفاع تكاليف الإنتاج والعمالة وسط التضخم المتفشي في البلاد بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة، واهتم المحللون بإعلان محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة “أوبك”، أن السوق قد تخسر أكثر من سبعة ملايين برميل يومياً من صادرات النفط والسوائل الروسية الأخرى نتيجة عقوبات حالية ومستقبلية أو إجراءات طوعية أخرى، لافتين إلى تأكيد “أوبك” صعوبة تعويض خسارة بهذا الحجم.
إذ أن التقلبات مستمرة كسمة رئيسة في أسعار النفط التي تدور حول مستوى 100 دولار للبرميل، حيث كبحت الحرب في أوكرانيا من صادرات الخام الروسي إلى السوق العالمية، بينما تكافح بعض دول تحالف “أوبك +” لتحقيق أهداف الإنتاج في ظل ضعف الاستثمار ونضوب الحقول والاضطرابات الأخرى، وفقاً لـ فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة.
وأشار إلى أن زيادات الإنتاج الأمريكي جاءت على استحياء مع بلوغ الأسعار مستويات قياسية في الارتفاع، حيث يضغط المستثمرون بصفة مستمرة على شركات الطاقة لزيادة العائدات.
بالتالي، إن العقوبات الأوروبية المحتملة على الطاقة الروسية من المؤكد أنها ستؤدي إلى تفاقم مخاطر الركود خاصة المتعلقة بارتفاع أسعار الغاز الطبيعي التى تضعف القدرة التنافسية للصناعات الأوروبية وتسبب كثيراً من المتاعب للمستهلكين.