واشنطن – (رياليست عربي): في محاولة لممارسة ضغط أكبر على روسيا، طلب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، من رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، عدم تسريع وتيرة شراء النفط الروسي، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
يأتي ذلك خلال القمة الافتراضية التي تم عقدها بالأمس، لبحث الأوضاع الاقتصادية، لكن مع الطلب الأمريكي، يتبين أن غاية واشنطن سحب حلفاء روسيا واحداً تلو الآخر، اعتقاداً منها أنها قد تؤثر على الصين والهند وبعض دول الشرق الأوشط، إلا أن اللافت أمراً مهماً، وهو أن أغلب الدول لم ترضخ للإملاءات الأمريكية، باستثناء معسكر حلفائها نفسه.
هذا يبين، أن الولايات المتحدة اليوم، ليس كما الأمس، ومهما بدت الأمور ضبابية إلا أنها تسير بعكس ما تريد واشنطن.
ويحاول الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، الضغط على موسكو على خلفية الحرب في أوكرانيا، عبر التشويش على مبيعات النفط التي تشكل نصف الميزانية الاتحادية في روسيا، ولم يقدم رئيس الوزراء الهندي أي التزام علني بالامتناع عن شراء النفط الروسي، وهو مصدر توتر مع الولايات المتحدة.
فكيف لدولة حجم الهند، وتشكل الطاقة أحد أهم مصادر العمل للشعب الهندي، لأن يتنازلون عما هو مفيد لهم، هذا الطلب لن يتم تحقيقه ولن تنفذه نيودلهي مهما كانت المغريات الأمريكية كبيرة، لن تكون أكبر من الحاجة إلى مصادر دائمة من الطاقة.
وقال بايدن، في اجتماع عبر مكالمة مصورة، لمودي إن الولايات المتحدة يمكن أن تساعد الهند على تنويع مصادر طاقتها، وفقا للسكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين ساكي، وقالت ساكي: “أوضح الرئيس بايدن أنه لا يعتقد أنه من مصلحة الهند تسريع أو زيادة واردات الطاقة الروسية أو السلع الأخرى”.
وبينما أنهى البلدان الاجتماع، قائلين إنهما ملتزمان بتقوية علاقتهما، لم يستطع مسؤولو البيت الأبيض تحديد ما إذا كانت الهند تقف إلى جانبهم في إدانة بوتين بالكامل، وقالوا فقط إن الخيار في النهاية يقع على عاتق حكومة مودي.
ويرى مراقبون وخبراء اقتصاديون، أن نيودلهي ستبقى رغم الضغوط الأميركية، محافظة على حيادها في هذه الأزمة، وعلى مصالحها الحيوية ولا سيما ضمان مصادرها من الطاقة بما فيها الروسية منها، منوهين إلى أن المقاربة الهندية الحالية للأزمة الأوكرانية وما خلفته من توترات حادة بين موسكو وعواصم الغرب، هي امتداد لنهجها الوسطي التقليدي المعروف عنها ولا سيما منذ دورها المحوري في تأسيس حركة عدم الانحياز.
الجدر بالذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى، تحث الهند على تجنب شراء النفط والغاز الروسيين، فيما ذكرت تقارير إعلامية هندية أن روسيا تقدم خصماً على مشتريات النفط بنسبة 20 بالمئة أقل من الأسعار القياسية العالمية.
وتهدد القفزة في أسعار النفط في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بإشعال التضخم في الهند، واستنزاف المالية العامة والإضرار بالنمو، بينما تخرج البلاد من تباطؤ اقتصادي تسببت فيه جائحة كورونا المستجد، واشترت الهند 13 مليون برميل على الأقل من النفط الخام الروسي منذ بدء الحرب بأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، بعد أن اجتذبتها التخفيضات الكبيرة في سعر النفط الروسي في أعقاب العقوبات الغربية على موسكو، وذلك مقارنة بنحو 16 مليون برميل للعام الماضي بأكمله.
ولم يتمكن قادة تحالف “كواد” الذي يضم الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، لجانب الهند، في مطلع مارس/ آذار الماضي، من إقناع شريكهم الرابع رئيس الوزراء الهندي، بدعم موقفهم من الأزمة الأوكرانية وبفرضهم العقوبات على روسيا.