بروكسل – (رياليست عربي): في خطوة تعكس تصعيدًا جديدًا في الموقف الأوروبي من موسكو، وافقت سفارات دول الاتحاد الأوروبي على حزمة عقوبات هي السابعة عشرة من نوعها، تستهدف قطاعات حيوية في الاقتصاد الروسي.
يأتي هذا القرار في إطار الضغوط المتواصلة التي يمارسها الغرب لثني روسيا عن سياساته، خاصة في ظل استمرار الأزمة الأوكرانية التي لا تزال تشكل محور الخلاف بين الجانبين.
وتستهدف الحزمة الجديدة مجموعة من المجالات، بدءًا من قطاع الطاقة ومرورًا بالصناعات العسكرية ووصولًا إلى النظام المالي، في محاولة لتعطيل قدرات موسكو على تمويل عملياتها العسكرية. كما تشمل العقوبات قيودًا على تصدير تقنيات حساسة يمكن استخدامها في الأغراض الدفاعية، بالإضافة إلى توسيع قائمة الأشخاص والكيانات الخاضعة للتجميد المالي وحظر السفر.
وعلى الرغم من أن التفاصيل الكاملة للحزمة لم تُكشف بعد، إلا أن مصادر أوروبية أكدت أنها ستكون أكثر شمولًا مقارنة بالعقوبات السابقة.
لكن هذه الخطوة تثير تساؤلات حول مدى فعاليتها، خاصة في ظل تكيف الاقتصاد الروسي مع العقوبات المتتالية منذ عام 2022، حيث طور موسكو آليات بديلة للتعامل مع القيود الغربية، بما في ذلك تعزيز التعاون مع اقتصادات آسيوية وإفريقية.
كما أن بعض الدول الأوروبية تبدو مترددة في تبني إجراءات قد تضر بمصالحها الاقتصادية، خاصة تلك المعتمدة على واردات الطاقة الروسية.
من جهة أخرى، يرى محللون أن هذه العقوبات تمثل رسالة سياسية أكثر منها ضربة اقتصادية حاسمة، إذ يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إظهار وحدة الصف في مواجهة روسيا، رغم الخلافات الداخلية حول مدى تشديد العقوبات وآليات تطبيقها، ومع اقتراب فصل الشتاء، حيث تزداد الحاجة إلى الطاقة، قد تواجه بروكسل تحديات أكبر في الحفاظ على تماسك موقفها.
في النهاية، بينما يحاول الغرب زيادة الضغط على الكرملين، تبقى الأسئلة حول جدوى هذه العقوبات وقدرتها على إحداث تغيير في سياسات موسكو. ما هو واضح أن الصراع بين روسيا والغرب دخل مرحلة جديدة من التصعيد، حيث يصبح السباق بين القدرة على التحمل الاقتصادي والإرادة السياسية هو العامل الحاسم في تحديد مسار الأزمة في الأشهر المقبلة.