موسكو – (رياليست عربي): كشفت بيانات حديثة صادرة عن البنك المركزي الروسي عن ارتفاع الاحتياطيات الدولية للبلاد إلى 687.7 مليار دولار بحلول يوليو 2025، مسجلةً بذلك نموًا ملحوظًا يعكس تحسنًا في القوة المالية لروسيا على الرغم من العقوبات الغربية المستمرة، وتشمل هذه الاحتياطيات العملات الأجنبية، والذهب، وحقوق السحب الخاصة، وغيرها من الأصول السائلة التي يمكن استخدامها لتعزيز الاستقرار الاقتصادي.
ووفقًا لتقارير البنك المركزي الروسي، فإن هذا الارتفاع يأتي نتيجةً لعدة عوامل، منها تحسن أسعار النفط والغاز في الأسواق العالمية، وزيادة عائدات الصادرات، بالإضافة إلى سياسات مالية أكثر صرامة تتبعها موسكو لتعزيز احتياطياتها. كما ساهمت المبادلات التجارية مع الدول الصديقة، مثل الصين والهند ودول البريكس، في تعزيز تدفق العملات الأجنبية إلى الخزينة الروسية.
وتحتل روسيا الآن مكانة متقدمة بين الدول ذات أعلى احتياطيات نقدية في العالم، مما يعزز قدرتها على مواجهة التحديات الاقتصادية المحتملة، بما في ذلك تقلبات أسعار الطاقة والضغوط الجيوسياسية. ويُعتبر هذا النمو مؤشرًا إيجابيًا على متانة الاقتصاد الروسي وقدرته على التكيف مع المتغيرات الدولية.
من جهة أخرى، تشير تحليلات اقتصادية إلى أن هذه الاحتياطيات الكبيرة قد تساعد روسيا في تعزيز استثماراتها المحلية، ودعم العملة الوطنية (الروبل)، وتقليل الاعتماد على النظام المالي الغربي، كما أن امتلاكها لمثل هذه الأصول يوفر لها هامشًا أوسع للمناورة في حال فرض عقوبات إضافية أو حدوث أزمات مالية عالمية.
يذكر أن الاحتياطيات الدولية الروسية شهدت تقلبات خلال السنوات الأخيرة بسبب الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية، لكنها تمكنت من استعادة عافيتها عبر تعزيز التعاون مع الأسواق الناشئة واعتماد سياسات اقتصادية أكثر مرونة، ويُتوقع أن تواصل هذه الاحتياطيات نموها خلال الفترة المقبلة إذا استمرت الاتجاهات الاقتصادية الحالية.