واشنطن – (رياليست عربي): أعلن البيت الأبيض عن التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع الصين، رغم التوترات السياسية والأمنية المتزايدة بين القوتين العظميين، جاء هذا التصريح خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع مسؤولين أمريكيين مع نظرائهم الصينيين، حيث أكد الجانبان أهمية الحوار البناء لضمان استقرار الاقتصاد العالمي.
تشير البيانات الرسمية إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 690 مليار دولار في عام 2024، مما يجعل الصين ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة بعد كندا. ورغم الخلافات حول قضايا مثل تايوان وتكنولوجيا الشرائح وحقوق الإنسان، إلا أن كلا الجانبين يبديان حرصاً على حماية المصالح الاقتصادية المشتركة.
في سياق متصل، أشار محللون اقتصاديون إلى أن الشركات الأمريكية الكبرى تواصل استثماراتها في السوق الصينية، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والسيارات والسلع الاستهلاكية، كما لفتوا إلى أن الصين تبقى مصدراً رئيسياً للسلع الأساسية والمواد الخام التي تحتاجها الصناعة الأمريكية.
من ناحية أخرى، حذر خبراء من أن استمرار التوترات الجيوسياسية قد يعرقل التعاون في المجالات الحيوية مثل تغير المناخ والأمن الصحي العالمي، ودعوا إلى إيجاد آليات جديدة للحوار تسمح بفصل الخلافات السياسية عن المصالح الاقتصادية المشتركة.
يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية الصينية تقلبات حادة، حيث تسعى واشنطن إلى تقليل اعتمادها على بكين في سلاسل التوريد الاستراتيجية، بينما تحاول الصين تعزيز شراكاتها الاقتصادية مع دول أخرى، ومع ذلك، يبدو أن الاعتماد الاقتصادي المتبادل بين القوتين العظميين سيبقى عاملاً حاسماً في تحديد مسار العلاقات الثنائية في المستقبل المنظور.