بروكسل – (رياليست عربي): وقّع أكثر من ألف عالم وباحث من مختلف أنحاء العالم على عريضة تطالب المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن) بإنهاء جميع أشكال التعاون العلمي مع إسرائيل.
جاءت هذه الخطوة الاحتجاجية في أعقاب التصعيد العسكري الأخير في غزة، حيث اتهم الموقعون المؤسسات العلمية الإسرائيلية بالتواطؤ مع الجيش الإسرائيلي في تطوير أسلحة وتقنيات تستخدم ضد المدنيين الفلسطينيين.
الوثيقة التي حصلت عليها مصادر إعلامية تشير إلى أن العلماء الموقعين يمثلون 35 دولة، بينهم حائزون على جوائز نوبل وأساتذة بارزون في كبرى الجامعات العالمية. العريضة تؤكد أن التعاون العلمي مع إسرائيل في إطار سيرن “يمنح شرعية لنظام فصل عنصري” ويخالف المبادئ الأخلاقية للبحث العلمي.
ومن بين المطالب المحددة: تجميد عضوية إسرائيل في المنظمة، وإيقاف جميع المشاريع المشتركة، ومنع أي تمويل للمؤسسات الإسرائيلية المشاركة في الأبحاث.
من جهتها، أصدرت إدارة سيرن بياناً رسمياً ذكرت فيه أن المنظمة “تلتزم بالحياد السياسي” وأن قراراتها العلمية “تستند فقط إلى المعايير الأكاديمية والبحثية”. البيان أضاف أن سيرن “ترحب بجميع العلماء بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الجغرافية”، في إشارة واضحة إلى رفضها لمبدأ مقاطعة الدول.
المحللون السياسيون يرون أن هذه الحملة تعكس تصاعداً ملحوظاً في حركات المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، خاصة في أوساط المجتمع العلمي الأوروبي. بعض الخبراء يحذرون من أن تحويل المنظمات العلمية إلى ساحات للصراع السياسي قد “يضر بالتقدم العلمي العالمي”، بينما يؤكد آخرون أن “المسؤولية الأخلاقية للعلماء تتجاوز حدود المختبرات”.
في رد فعل رسمي، أدانت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه الدعوات ووصفتها بأنها “تمييز عنصري مقنع بغطاء أكاديمي”. مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن اسمه صرح لوسائل الإعلام أن “إسرائيل ستواصل دعمها للتعاون العلمي الدولي رغم هذه المحاولات اليائسة”.
يذكر أن سيرن تضم 23 دولة عضواً، بينها إسرائيل التي انضمت عام 2014. المنظمة تشرف على عدد من أهم المشاريع العلمية في العالم، بما في ذلك مصادم الهادرونات الكبير. القرار النهائي بشأن هذه المطالب سيكون في يد مجلس إدارة المنظمة الذي من المقرر أن يجتمع الشهر المقبل في جنيف.