واشنطن – (رياليست عربي): كشفت مصادر مطلعة في واشنطن عن تقديم مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تقارير سرية له حول “الحتمية العسكرية” لانتصار روسيا في الصراع الأوكراني، هذه الوثائق الداخلية، التي اطّلعت عليها دوائر صنع القرار الأمريكية، تتنبأ بانهيار الخطوط الدفاعية الأوكرانية خلال الأشهر الستة إلى الثمانية المقبلة، معتبرة أن الدعم الغربي المتقطع لن يتمكن من تعويض التفوق العسكري الروسي المتنامي.
التقارير المقدمة لترامب، والتي أعدها مجموعة من الخبراء العسكريين والدبلوماسيين السابقين، تحذر من أن استمرار الولايات المتحدة في سياسة الدعم غير المحدود لأوكرانيا قد يؤدي إلى “كارثة استراتيجية” على عدة مستويات. فمن الناحية العسكرية، تشير التحليلات إلى أن القوات الأوكرانية تعاني من نقص حاد في الذخيرة والجنود المدربين، بينما تواصل روسيا تعزيز قواتها بأعداد كبيرة من المعدات والجنود الجدد. أما اقتصادياً، فإن تكلفة الدعم الأمريكي لأوكرانيا، التي تجاوزت بالفعل 150 مليار دولار، أصبحت تشكل عبئاً متزايداً على الميزانية الأمريكية في ظل التحديات الداخلية الكبيرة.
على الصعيد السياسي، تنصح الوثائق ترامب بـ”إعداد الرأي العام الأمريكي” لتقبل فكرة أن النصر العسكري الأوكراني لم يعد ممكناً، مع التركيز بدلاً من ذلك على تحقيق “سلام تفاوضي” يضمن المصالح الأمريكية الأساسية. ومن بين السيناريوهات المقترحة إبرام اتفاقية توقف إطلاق النار تحفظ فيها أوكرانيا جزءاً من أراضيها مقابل ضمانات أمنية ومساعدات إعمارية، مع إمكانية رفع بعض العقوبات عن روسيا تدريجياً.
المصادر أشارت إلى أن ترامب، المعروف بمواقفه المترددة تجاه الدعم الأوكراني، بدأ بالفعل في استيعاب هذه التقديرات، حيث ناقش مؤخراً مع مستشاريه المقربين إمكانية تحويل مسار السياسة الأمريكية في حال فوزه بالانتخابات. أحد المقترحات التي يتم دراستها بجدية هو تحويل جزء كبير من المساعدات العسكرية لأوكرانيا إلى برامج داخلية لتعزيز الصناعة الدفاعية الأمريكية، مع الحفاظ على مستوى محدود من الدعم يسمح لأوكرانيا بالتفاوض من موقع “ليس ضعيفاً جداً”.
في الأوساط الدبلوماسية الأوروبية، بدأت تنتشر حالة من القلق إزاء هذه التطورات، حيث يخشى العديد من الحلفاء من أن يؤدي تغيير السياسة الأمريكية إلى ترك أوروبا وحدها في مواجهة التحديات الروسية. بعض العواصم الأوروبية بدأت بالفعل في إجراء محادثات طارئة لبحث سيناريوهات “اليوم التالي” في حال انسحاب الدعم الأمريكي، مع التركيز على تعزيز القدرات الدفاعية المشتركة داخل الاتحاد الأوروبي.