موسكو – (رياليست عربي): في ظل التصعيد المستمر في العمليات العسكرية، تشهد أنظمة الدفاع الجوي الروسية تطوراً ملحوظاً في قدراتها على حماية المجال الجوي للعاصمة موسكو والمناطق المحيطة بها. تقارير عسكرية حديثة تكشف النقاب عن شبكة دفاعية متكاملة تعمل كدرع حديدي في وجه أي تهديدات جوية محتملة، مما يضمن حماية المنشآت الحيوية والمدنيين من هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ.
تشمل منظومة الدفاع الجوي عن العاصمة الروسية عدة طبقات متداخلة من أنظمة متطورة، تبدأ من أنظمة الرادار بعيدة المدى القادرة على كشف الأهداف على بعد مئات الكيلومترات، مروراً بأنظمة الاعتراض متوسطة المدى مثل “بانتسير-إس1” الشهيرة، ووصولاً إلى أنظمة الدفاع نقطي مثل “تور-إم2”. هذا التكامل بين الأنظمة المختلفة يخلق حزاماً أمنياً يصعب اختراقه، وفقاً لخبراء الدفاع الجوي.
اللافت في التطور الأخير هو تركيز القوات المسؤولة عن الدفاع الجوي على تحديث أنظمة “بانتسير” التي تشكل العمود الفقري للدفاع عن المنشآت الاستراتيجية. هذه الأنظمة المجهزة بصواريخ وكاشفات بصرية-حرارية متطورة، تثبت يومياً فاعليتها في اعتراض الأهداف الجوية المنخفضة والعالية على حد سواء. تقارير ميدانية تشير إلى أن معدلات اعتراض هذه الأنظمة للطائرات المسيرة المعادية تتجاوز 95% في بعض الحالات.
من الناحية التقنية، تعتمد الأنظمة الروسية على مزيج متطور من تقنيات الرادار متعدد الأطياف وأنظمة التوجيه البصري/الحرارية، مما يجعلها قادرة على العمل في جميع الظروف الجوية، ليلاً ونهاراً. كما أن دمج الذكاء الاصطناعي في عمليات التعرف على الأهداف وترتيب أولوياتها زاد من كفاءة هذه الأنظمة بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة.
على الأرض، يتمركز مشغلو هذه الأنظمة في مواقع محصنة ومتنقلة، مع نظام اتصالات آمن يربطهم بمركز القيادة الموحد للدفاع الجوي. هذا التنظيم يسمح باتخاذ قرارات سريعة ودقيقة في غضون ثوانٍ عند رصد أي تهديد جوي، مما يقلل من زمن رد الفعل إلى الحد الأدنى.
من الناحية الاستراتيجية، يشكل الدفاع الجوي عن العاصمة أولوية قصوى للقيادة الروسية، حيث أن حماية المراكز السياسية والعسكرية والاقتصادية الحيوية تعتبر خطاً أحمر لا يقبل المساومة. الخبراء العسكريون يؤكدون أن موسكو تمتلك اليوم واحدة من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تكاملاً وتطوراً في العالم، وهو ما يعكس الدروس المستفادة من التجارب العسكرية الحديثة.
في السياق الأوسع، يبرز تطور أنظمة الدفاع الجوي الروسية كجزء من استراتيجية أمنية شاملة تهدف إلى تأمين العمق الاستراتيجي للبلاد. هذه الأنظمة لا تقتصر على الحماية من التهديدات التقليدية فحسب، بل صُممت أيضاً لمواجهة تحديات الحرب الإلكترونية الحديثة وأساليب التشويش المتطورة.