دمشق – (رياليست عربي): بعد انعقاد مؤتمر أستانا والحديث عن نقاط تلاقي واختلاف بين المعارضة والحكومة السورية، دخلت السنة الجديدة بمشهد ميداني مشتعل في الشمال السوري، تمثل بتبادل قصف مدفعي بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة على أطراف بلدة بنين شمال غرب معرة النعمان بريف ادلب، رداً على قيام مسلحين من هيئة تحرير الشام (المحظورة في روسيا)، بإطلاق النار على مواقع الجيش في كفرنبل.
تزامن ذلك مع تفقد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، برفقة كبار قادة الجيش، في آخر يوم من العام ٢٠٢١ أمس الجمعة الوحدات العسكرية المتمركزة على الحدود السورية.
هذه التطورات توحي بأن الجولة الأخيرة من أستانا كانت كسابقاتها أي عنوانها الفشل، والدليل عودة المعارك، ما يشير إلى خلاف بين الدول الضامنة الثلاث روسيا وإيران من جهة، وتركيا من جهة أخرى، حيث تدعم الأخيرة جماعات المعارضة المسلحة والتي بدورها لا تستطيع القيام بأي تصعيد عسكري دون إيعاز تركي، بالمقابل تعمد وسائل إعلام المعارضة إلى الهجوم على روسيا في أول يوم من العام الجديد متهمة إياها باستهداف الأطفال والمدنيين في إدلب وفق زعمها.
وهذا مؤشر إضافي على الخلاف غير المعلن على هامش أستانا بين موسكو وأنقرة حول ملف الشمال، والذي تعكسه مجريات الميدان.
بطبيعة الحال لايمكن التكهن بالشكل الذي ستؤول إليه الأمور، حيث هي مرشحة للاتساع، إلى حين تفاهمات جديدة بين الضامنين الثلاث، وحتى ذلك الحين ستبقى المعارك دائرة، والمشهد يختصره ما يلي:
استهدافات متفرقة لمواقع الجيش السوري وحلفائه من قبل الجماعات المدعومة تركياً، تقابلها ضربات مركزة ومكثفة من قبل الجيش السوري وحليفه الروسي تتسبب باستنزاف خطوط وإمدادات تلك الجماعات، فيما يبقى الرهان على عامل الوقت، فهل ستتحمل تلك الجماعات ضربات الطيران الروسي والمدفعية السورية؟ وهل تمتلك جماعات المعارضة قدرة الهجوم كما في سنواتها السابقة أم أن سقفها هو فقط استهدافات صاروخية لبعض المناطق التي ينتشر فيها الجيش السوري؟
خاص وكالة رياليست.