أبوظبي – (رياليست عربي). خلصت الولايات المتحدة إلى أن عسكريين صينيين كانوا موجودين داخل منشأة عسكرية إماراتية بعد أن مُنع ضباط أمريكيون من دخول جزء من القاعدة، بحسب ما قاله مسؤولان أمريكيان رفيعان سابقان لموقع Middle East Eye. ويعود التقييم — الذي أُجري نحو عام 2020 — إلى اعتقاد واشنطن بأن أفراداً من جيش التحرير الشعبي الصيني كانوا يُستضافون في مدينة زايد العسكرية في أبوظبي.
وبحسب أحد المطلعين على المعلومات الاستخباراتية، بدأ المسؤولون الأمريكيون جمع بيانات إضافية بعد رفض طلبهم للوصول إلى منطقة محظورة داخل المنشأة. وامتنع المسؤولان — اللذان تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما — عن توضيح كيفية تأكد واشنطن من الوجود الصيني أو طبيعة الأنشطة التي قد يكون العسكريون الصينيون قاموا بها.
لكن كليهما أعرب عن قلق عميق من احتمال استخدام الصين للمنشأة لجمع معلومات عن القوات الأمريكية في قاعدة الظفرة الجوية القريبة، والتي تضم جناح الاستطلاع الجوي رقم 380 على بُعد نحو 20 ميلاً فقط.
وقال أحد المسؤولين إن الوضع يشبه حالات في شرق آسيا حيث سمحت حكومات محلية بوصول عسكري صيني إلى بنى تحتية استراتيجية مقابل دعم مالي من بكين. ولم يسبق الإبلاغ عن أنشطة صينية في مدينة زايد العسكرية، كما لا يُعرف ما إذا كان وجود جيش التحرير الشعبي ما يزال مستمراً.
قلق أمريكي من تعمّق التعاون العسكري الصيني–الإماراتي
تأتي هذه المعلومات وسط توترات طويلة الأمد بشأن تنامي التعاون العسكري بين الصين والإمارات. ففي 2021، تحدثت تقارير صحفية أمريكية عن بناء منشأة عسكرية صينية سرية قرب أبوظبي. ورغم إعلان الإمارات وقف المشروع تحت ضغط أمريكي، كشفت وثائق سرية مسرّبة عام 2023 أن البناء استؤنف لاحقاً. وفي 2024، أجرت بكين وأبوظبي مناورات جوية مشتركة في شينجيانغ.
وتحافظ الإمارات على علاقات وثيقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه، رغم تحذيرات واشنطن من اتساع النفوذ الصيني في الخليج. وفي الأسبوع الماضي، وافقت الإدارة الأمريكية على تصدير عشرات الآلاف من شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة لشركة G42 الإماراتية ولشركة «هيومين» السعودية — خطوة رحّب بها القطاع الخاص لكنها واجهت انتقادات داخل المؤسسة الدفاعية الأمريكية.
وينقسم المسؤولون الأمريكيون بشأن ما إذا كان يمكن الوثوق بالإمارات في التعامل مع التكنولوجيا الحساسة. وتزايدت المخاوف بعد تقرير لصحيفة فايننشال تايمز أفاد بأن G42 زوّدت هواوي — الشريك العسكري الصيني — بأنظمة أسهمت في زيادة مدى الصواريخ جو–جو لدى جيش التحرير الشعبي.
الشراكة الاستراتيجية مستمرة رغم الخلافات
ورغم هذه التوترات، تبقى الإمارات ركيزة أساسية للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة. فقد دعمت قواعدها عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية، بما في ذلك ضربات ضد تنظيم الدولة في الصومال. كما أصبحت أبوظبي أقرب شريك عربي لإسرائيل بعد توقيع اتفاقيات أبراهام التي رعَتها إدارة ترامب عام 2020.
وكانت الولايات المتحدة قد وعدت الإمارات بصفقة طائرات F-35 كجزء من التطبيع، لكن الاتفاق تعثر في عهد الرئيس بايدن بسبب المخاوف من التعاون الإماراتي–الصيني. وفي حين أعطى ترامب مؤشرات باستعداده للموافقة على صفقة F-35 للسعودية، لم يصدر حتى الآن قرار بشأن الإمارات.






