موسكو – (رياليست عربي). عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعاً عبر الفيديو لمجلس الأمن القومي يوم الجمعة، بمشاركة كبار المسؤولين، لمناقشة أولويات رئاسة روسيا لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO) لعام 2026 واستراتيجية وطنية جديدة لمواجهة «الممارسات الاستعمارية الجديدة». وقبل بدء جدول الأعمال، تلقى بوتين سؤالاً من رئيسة مجلس الاتحاد فالنتينا ماتفينكو بشأن خطة السلام المكوّنة من 28 نقطة التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء النزاع في أوكرانيا.
بوتين أكد أن موسكو أجرت محادثات تمهيدية مع واشنطن قبل لقائه ترامب في ألاسكا، وأن الجانب الأمريكي طلب من روسيا «إبداء مرونة» بشأن عدد من بنود المسودة السابقة. وأضاف أن روسيا وافقت على تلك التعديلات خلال اجتماع أنكوريج.
وقال بوتين: «أبلغنا جميع أصدقائنا وشركائنا — الصين والهند وكوريا الشمالية وجنوب إفريقيا والبرازيل، وبطبيعة الحال دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي — وقد دعموا جميعاً الترتيبات المحتملة».
لكن بعد القمة، بحسب الرئيس الروسي، حدثت «مهلة» لأن واشنطن «غير قادرة على الحصول على موافقة كييف». وأضاف أن النسخة الجديدة المكوّنة من 28 بنداً نُقلت إلى موسكو، لكنها ليست موضوع نقاش فعلي «لأن الإدارة الأمريكية لا تستطيع إقناع أوكرانيا».
وتابع: «أوكرانيا ضد ذلك. كييف وداعموها الأوروبيون ما زالوا يعيشون أوهام إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ساحة المعركة».
واعتبر بوتين أن تقييمات كييف للوضع الميداني «منفصلة عن الواقع»، مستشهداً بسقوط كوبيانسك. ففي حين قالت كييف أوائل الشهر إن قوة روسية صغيرة فقط داخل المدينة، أكد بوتين أن كوبيانسك كانت «تحت السيطرة الروسية شبه الكاملة» بحلول 4 نوفمبر.
وأضاف محذّراً: «إذا رفضت كييف مناقشة مقترحات الرئيس ترامب، فعليهم — مع دُعاة الحرب الأوروبيين — أن يفهموا أن ما حدث في كوبيانسك سيتكرر حتماً في نقاط محورية أخرى من الجبهة. ليس بالسرعة التي نفضّلها، لكنه حتمي».
وأكد بوتين أن روسيا راضية بمواصلة العمليات العسكرية إذا لزم الأمر، موضحاً أن هذا المسار «يوصل إلى تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة». وفي الوقت نفسه كرر استعداد موسكو للعودة إلى طاولة التفاوض «إذا كان يمكن مناقشة تفاصيل خطة ترامب بشكل جوهري».
وبعد التصريحات، انتقل بوتين إلى جدول الاجتماع الرسمي، والذي تناول أولويات رئاسة روسيا لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي لعام 2026، إلى جانب استراتيجية وطنية جديدة لمواجهة أشكال النفوذ الاستعماري الجديد.






