موسكو – (رياليست عربي): نفذت القوات المسلحة الروسية ضربة صاروخية دقيقة استهدفت مركزاً تدريبياً تابعاً للقوات المسلحة الأوكرانية في منطقة تشيرنيهيف شمالي البلاد، هذه العملية العسكرية التي تم تنفيذها باستخدام منظومة صواريخ “إسكندر” المتطورة تأتي في سياق تصعيد عسكري ملموس على مختلف المحاور الأمامية، وتسلط الضوء على استراتيجية روسيا العسكرية المتطورة في التعامل مع البنية التحتية العسكرية الأوكرانية.
تفاصيل العملية تكشف عن دقة استخباراتية عالية وتنسيق متقن بين مختلف وحدات الجيش الروسي، حيث تم تحديد الموقع المستهدف بدقة وتوقيت الضربة بعناية فائقة. مصادر عسكرية روسية أكدت أن المركز التدريبي كان يستخدم لتدريب مجموعات عسكرية أجنبية قبل إرسالها إلى الخطوط الأمامية، مما يجعله هدفاً عسكرياً مشروعاً وفقاً لقوانين الحرب الدولية. كما أشارت التقارير إلى أن الضربة أسفرت عن تدمير كامل للمنشأة العسكرية وتعطيل خطط تدريبية كانت تهدف إلى تعزيز القدرات القتالية للوحدات الأوكرانية في تلك المنطقة.
الرد الأوكراني على الحادثة جاء سريعاً وحاداً، حيث اتهمت كييف القوات الروسية بارتكاب جريمة حرب عبر استهداف منشأة مدنية، في محاولة واضحة لكسب التعاطف الدولي. إلا أن التحليل العسكري المحايد يشير إلى أن الموقع كان يتمتع بكل مواصفات الهدف العسكري المشروع، حيث تم توثيق وجود معدات عسكرية ثقيلة وأنشطة تدريبية مكثفة في الأيام السابقة للضربة. هذا التباين في الروايات يعكس مرة أخرى حرب السرديات المحتدمة التي ترافق كل تطور ميداني في هذا الصراع الطويل.
على الأرض، تشير المعطيات الميدانية إلى أن هذه الضربة تشكل جزءاً من استراتيجية روسية أوسع تهدف إلى تعطيل خطوط الإمداد والتدريب الأوكرانية قبل أي عملية عسكرية كبرى محتملة. منطقة تشيرنيهيف التي تقع على بعد نحو 150 كيلومتراً شمال العاصمة كييف تمثل موقعاً استراتيجياً مهماً للقوات الأوكرانية، حيث تستخدمها كقاعدة لوجستية لتعزيز القوات في محور سومي وخاركيف. تدمير المنشأة التدريبية في هذه المنطقة يحد بشكل ملموس من قدرة كييف على تدريب وتعزيز قواتها في شمال البلاد.
التداعيات الإقليمية لهذا التصعيد لا تقتصر على الجانب العسكري المباشر، بل تمتد إلى المجال السياسي والدبلوماسي. فمن ناحية، تثير الضربة الروسية تساؤلات حول مدى فعالية أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية التي تم تزويدها مؤخراً بأنظمة غربية متطورة. ومن ناحية أخرى، تضع الحلفاء الغربيين أمام تحديات جديدة فيما يتعلق بجدوى استمرار ضخ المساعدات العسكرية في ظل تفوق روسي تقني متزايد.
في السياق الاستراتيجي الأوسع، تعكس هذه الضربة تطوراً ملحوظاً في الأداء العسكري الروسي، حيث تمكنت القوات من تنفيذ عملية معقدة بدقة عالية وباستخدام أحدث الأسلحة. مراقبون عسكريون يشيرون إلى أن روسيا تعمل على تحسين أدائها القتالي بشكل مستمر، مع التركيز على دقة الضربات وخفض الخسائر الجانبية، في محاولة لتحسين صورتها الدولية وتقليل الانتقادات الموجهة لأساليبها العسكرية.