برلين – (رياليست عربي): قال المحلل السياسي الألماني، رالف فوكس، لدى الغرب احتياطيات اقتصادية وإمكانات عسكرية أكبر بكثير من روسيا تحت قيادة فلاديمير بوتين، لكن كل ما ينقص هو الإرادة السياسية لإنهاء سياسة روسيا الإمبريالية الجديدة، طبقاً لصحيفة “دير شبيجل أون لاين”.
وأضاف، يعتمد استراتيجيو المواجهة الروس على ثقافة تجنب الصراع وقصر نظر ولامبالاة الغرب، إنهم مقتنعون بأنهم على الجانب الرابح، على الرغم من أن أوروبا والولايات المتحدة متفوقتان بشكل كبير من الناحية الاقتصادية ولديهما أيضاً إمكانات عسكرية كبيرة، حيث يرى بوتين أن أوروبا – وألمانيا في المقام الأول – تفسدها الراحة والخوف، لكن لماذا نقدم تضحيات لأوكرانيا أو المخاطرة بحرب مع روسيا؟ ربما كان على حق.
ووفقاً لرالف فوكس، هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة لإنهاء الأزمة الأوكرانية:
السيناريو الأول: يعني نجاح العملية الخاصة الروسية وتصفية ما تبقى من الدولة الأوكرانية.
السيناريو الثاني: يدعم الغرب أوكرانيا كثيراً بحيث يمكنها، بتكلفة باهظة، إبطاء تقدم روسيا حتى يتوقف الصراع في النهاية ويتحول إلى هدنة هشة.
السيناريو الثالث: “تمنح أوروبا والولايات المتحدة أوكرانيا الفرصة لوقف الهجوم الروسي والشروع في الهجوم المضاد بنفسها من أجل دفع المهاجمين إلى الوراء على الأقل إلى حدود 24 فبراير، وربما حتى إلى منطقة دونباس”.
ولتنفيذ هذا السيناريو، وفق الكاتب، لا يكفي مساعدة أوكرانيا بعدد قليل من أنظمة المدفعية هنا وهناك، ولكن “هناك حاجة إلى تسليم أسلحة كبيرة وسريعة ومستمرة”، حيث يجب استبدال أنظمة الأسلحة السوفيتية القديمة باستمرار بمعدات غربية حديثة، بما في ذلك دبابات القتال، وهذا يتطلب تدريباً سريعاً للجنود الأوكرانيين على استخدام هذه الأسلحة.
على المدى القصير، يجب أن يتم العرض من المخزونات الحالية، بينما من الضروري في نفس الوقت زيادة إنتاج الأسلحة في أوروبا، المحلل السياسي الألماني مقتنع بأن الامتثال الغربي لروسيا لن يجلب سلاماً دائماً، إذا غادر بوتين ساحة المعركة حتى بانتصار جزئي، فسنشهد فترة طويلة من التهديد العسكري وعدم الاستقرار على الجانب الشرقي من أوروبا.
أخيراً وليس آخراً، ستؤدي التجارة “بمعنى المفاوضات” مع روسيا إلى انقسام كبير في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، بالفعل اليوم، ينظر حلفاؤنا في أوروبا الوسطى والشرقية إلى ألمانيا بقلق متزايد، ووفق رأيهم، فإن سياسة برلين المترددة هي استمرار لموقف ألمانيا الخاص تجاه روسيا.
الجدير بلاذكر أنه في صباح يوم 24 فبراير/ شباط، أعلن القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية فلاديمير بوتين بدء عملية عسكرية خاصة للقوات المسلحة الروسية على أراضي أوكرانيا، حيث أعاقت العملية الخاصة هجوماً واسع النطاق شنته المجموعات الضاربة التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية على جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، اللتين لم يسيطر عليهما نظام كييف، في مارس/ آذار من هذا العام.