باريس – (رياليست عربي): تحقَّق ما توقعه بيل جيتس عن GPT-5 بأنه سيكون مخيبًا للآمال ومخرجاته تثير مخاوف كبيرة.
لم يُسعَد بإطلاق GPT-5 كما هو مخطط له، وتَلَقَّت OpenAI شكاوى عديدة من المستخدمين. قبل عامين من إطلاق هذا النموذج الجديد، كانت توقعات بيل جيتس بشأنه متشائمة بالفعل.
ومن المضحك معرفة أن مايكروسوفت وOpenAI قريبتان جدًا من بعضهما، رغم أن بيل جيتس تنحَّى عن قيادة شركة ريدموند منذ فترة.
فقد صرَّح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن GPT-5 باعتباره “ذكاءً يفوق أذكى شخص تعرفه”، لكن الواقع مختلف تمامًا.
حيث يشعر العديد من المستخدمين بأن أداء GPT-5 ضعيف للغاية، مع العديد من السلبيات ونبرة أكثر رسمية وبرودة. لا يستطيع النموذج الجديد حل مشاكل بمستوى رياض الأطفال، وإزاء الانتقادات اللاذعة، اضطرت OpenAI إلى إعادة GPT-4o، ولكن هذه المرة مع دفع رسوم، على الرغم من أن هذا الذكاء الاصطناعي كان مجانيًا في السابق.
يرجع سام ألتمان الأداء المخيب للآمال إلى نظام التبديل التلقائي للنماذج. للتذكير، عند إرسال طلب إلى GPT-5، يختار الذكاء الاصطناعي تلقائيًا النموذج الأنسب.
قبل عامين، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، توقَّع بيل جيتس هذه الخيبة في مقابلة مع صحيفة هاندلسبلات الألمانية. والمؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت يعتقد أن الذكاء الاصطناعي لشركة OpenAI قد وصل إلى مرحلة ركود وحمود، على عكس اعتقادات الشركة الناشئة التي كانت تعتمد بشكل كبير على GPT-5.
تحدَّث بيل جيتس عن قفزة نوعية بين GPT-2 وGPT-4، لكنه شكَّك في قدرة OpenAI على سد هذه الفجوة. في النهاية، تعتبر تحسينات GPT-5 ضعيفة جدًا مقارنةً بـGPT-4.
يشير بيل جيتس إلى أن OpenAI قد وصلت إلى نقطة تحول مع GPT-4، وأن هناك حاجة إلى مزيد من البحث للمضي قدُمًا، وجادل المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت في ذلك بالإشارة إلى التكاليف الباهظة لتطوير الذكاء الاصطناعي، بين تكاليف التدريب والجهد الحسابي الكبير.
وعلى الجانب الآخر، يفنِّد ويدحض سام ألتمان توقعات بيل غيتس.
ويقول: هذا الوضع ليس مفاجئًا، فحتى الشركات المنافسة، مثل أنثروبيك وجوجل، اللتين ندين لهما بكلود وجيميني على التوالي، تكافح لتغذية نماذجها وبرامجها المتقدمة بسبب نقص محتوى التدريب عالي الجودة والتكاليف الباهظة في هذا السباق نحو الابتكار.
من جانبه، يعلِّق سام ألتمان على تصريحات بيل غيتس، موضحًا أنه “لا يوجد حاجز” وأن OpenAI لم تصل بعد إلى حدها المعرفي. ويشارك إريك شميدت، الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل، الشركة الناشئة نظرتها المتفائلة بأن الذكاء الاصطناعي ما هو إلا فقاعة مضاربة على وشك الانفجار.
باختصار، ربما كان GPT-5 متاحًا منذ بضعة أيام، لكن الجدل الدائر حول هذا النموذج ينظر إليه بلا شك على أنه أقل كفاءة من قِبل المستخدمين الذين يأسفون لعدم وفاء سام ألتمان بوعوده. ثورة الذكاء الاصطناعي لا تزال بعيدة كل البعد عن الموعود بهذا النموذج الجديد.
التعليق:-
لا أحد ينكر المجهودات المبذولة من قبل الخبراء والعاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات، وبصرف النظر عن كفاءة النواحي الفنية والتكنولوجيا ومخرجات تلك الابتكارات المعلوماتية في خدمة البشرية في مجالات وأنشطة متنوعة ومختلفة بتحسين النتائج والوصول إلى القرار الرشيد في زمن قصير ومجهود أقل.
ولكن يبقى الخطر والخوف دائمًا من أن سوء استخدام هذه الثورة التكنولوجية الحديثة في الإضرار بالبشر، بل هناك من يقول وأنا منهم، أن نهاية العالم سوف تكون بسبب الإفراط في الاعتماد على الذكاء المصنع والمعلب، وأنه غلطة بسيطة أو اختراق لمواقع حساسة “خاصة النووية” قد تتسبب في تدمير البشرية.
الذكاء الإنساني قبل الذكاء الصناعي، وعلى مستهلكي هذه السلعة الجديدة الحذر كل الحذر، فالمخاطر والتكلفة هائلة.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – خبير اقتصادي – فرنسا.