موسكو – (رياليست عربي): في تصعيد عسكري جديد، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير أنظمتها الدفاعية لـ 43 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الـ 24 ساعة الماضية فوق مناطق حدودية روسية. جاء ذلك في إطار موجة هجمات جوية مكثفة تشنها القوات الأوكرانية منذ أيام، في محاولة لاستهداف منشآت حيوية داخل الأراضي الروسية.
المصادر العسكرية الروسية أوضحت أن عمليات الاعتراض شملت مناطق بيلغورود وكورسك وبريانسك، حيث تم استخدام أنظمة “بانتسير-إس1″ و”تور-إم2” الدفاعية لمواجهة هذه التهديدات الجوية. وأشارت إلى أن معظم الطائرات المسيرة التي تم إسقاطها كانت من طراز “ليون” و”فورلاند” الأوكرانية الصنع، بالإضافة إلى بعض الطائرات المسيرة التجارية التي تم تعديلها لأغراض عسكرية.
من جانبها، لم تعلق القيادة العسكرية الأوكرانية بشكل مباشر على هذه الأنباء، لكن مصادر مقربة من الجيش الأوكراني ذكرت أن هذه العمليات تأتي ضمن استراتيجية “الدفاع النشط” التي تتبعها كييف لتعطيل خطوط الإمداد الروسية وتخفيف الضغط على الجبهات الأوكرانية. كما أشارت هذه المصادر إلى أن القوات الأوكرانية تواصل تطوير قدراتها في مجال الحرب الإلكترونية لتوجيه الطائرات المسيرة بشكل أكثر دقة.
الخبراء العسكريون يرون أن هذه التطورات تعكس تصاعداً ملحوظاً في حرب الطائرات المسيرة بين الجانبين، حيث أصبح هذا النوع من الأسلحة يشكل محوراً رئيسياً في الصراع الدائر. ويحذرون من أن تكثيف استخدام الطائرات المسيرة قد يؤدي إلى توسيع نطاق المواجهة جغرافياً، مع زيادة احتمالية وقوع أضرار مدنية في المناطق الحدودية.
في السياق ذاته، بدأت بعض المدن الروسية القريبة من الحدود الأوكرانية تعزز إجراءاتها الأمنية، مع تزويد المستشفيات والمدارس بملاجئ ضد الغارات الجوية. كما أعلنت سلطات بيلغورود عن تعليق الدراسة في بعض المناطق القريبة من خط المواجهة كإجراء احترازي.
المحللون الاستراتيجيون يشيرون إلى أن هذه التطورات تأتي في وقت تحاول فيه موسكو تعزيز دفاعاتها الجوية بعد سلسلة من الهجمات الناجحة للطائرات المسيرة الأوكرانية على أهداف داخل الأراضي الروسية في الأسابيع الماضية. وتعتبر هذه المواجهة الجوية جزءاً من حرب استنزاف متبادلة، حيث يسعى كل طرف لإضعاف قدرات الآخر قبل أي عملية عسكرية كبرى محتملة.