واشنطن – (رياليست عربي): كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن تعقيدات كبيرة تواجه التحضيرات للقاء محتمل بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب المزمع عقده الأسبوع المقبل، وأشارت المصادر إلى وجود خلافات عميقة بين الجانبين حول ترتيبات اللقاء، بدءاً من اختيار المكان المناسب ووصولاً إلى جدول الأعمال المزمع مناقشته.
تسعى الأجهزة الأمنية في كلا البلدين جاهدة لتذليل العقبات اللوجستية والأمنية التي تعترض طريق عقد هذا اللقاء الذي يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية توتراً غير مسبوق. وتتمحور التحديات الرئيسية حول ضمان أعلى مستويات الحماية للرئيسين، مع الحفاظ على طابع سري للمحادثات التي ستجري بينهما.
من ناحية أخرى، تتباين التوقعات حول مخرجات هذا اللقاء، حيث يرى بعض المحللين أنه قد يشكل فرصة لتحقيق اختراق في الملفات العالقة بين البلدين، بينما يحذر آخرون من أنه قد لا يخرج عن كونه لقاءً استعراضياً دون نتائج ملموسة. وتزداد أهمية هذا اللقاء في ظل الأزمات الدولية المتصاعدة والتي تتطلب تعاوناً بين القوتين العظميين.
في السياق ذاته، تتعالى الأصوات داخل الأوساط السياسية الأمريكية التي تطالب بوضع خطوط حمراء واضحة أمام الرئيس ترامب قبل توجهه للقاء نظيره الروسي. بينما تبدو موسكو أكثر ترحيباً بأي فرصة للحوار المباشر، معربة عن أملها في أن يسهم اللقاء في تخفيف حدة التوترات القائمة.
تشير المعلومات الواردة من مصادر مقربة من البيت الأبيض إلى أن الإدارة الأمريكية تضع عدة سيناريوهات محتملة لنتائج هذا اللقاء، مع التركيز بشكل خاص على الملف النووي والأزمة الأوكرانية. في المقابل، يبدو أن الكرملين يولي اهتماماً أكبر لموضوعي رفع العقوبات والتعاون في مجال الطاقة.
المتابعون للشأن الدولي يتوقعون أن يشكل هذا اللقاء، في حال عقده، محطة فارقة في مسار العلاقات الثنائية، وقد يكون له انعكاسات كبيرة على العديد من الملفات الإقليمية والدولية العالقة. غير أن الكثيرين يشككون في إمكانية تحقيق تقدم ملموس في ظل الهوة الواسعة بين مواقف البلدين في معظم القضايا الخلافية.
في خضم هذه التطورات، تبدو الدبلوماسية الدولية في حالة ترقب لما قد تسفر عنه هذه المحادثات الرئاسية، مع تأكيد جميع الأطراف على أهمية الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة بين واشنطن وموسكو، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة من العلاقات الدولية.