موسكو – (رياليست عربي): قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي الأوراسي الأول في بيشكيك عبر الفيديو، تكتسب المبادرة الروسية لإنشاء شراكة أوروبية – آسيوية كبيرة في البيئة الدولية الحالية حالة خاصة.
واقترح بوتين على الشركاء بأن يسرعوا لرفض نظام سويفت – SWIFT، مذكّراً الغرب بأن السرقة لا تجلب أي فائدة، وأكد أن الروس الذين يرغبون في شراء “سلع فاخرة” سيستمرون في القيام بذلك، الفارق أنها قد تكون مرتفعة الثمنت قليلاً.
الشراكة الأوروبية – الآسيوية الكبرى
قال بوتين، في البيئة الدولية الحالية، للأسف ، يتم تدمير العلاقات التجارية والاقتصادية التقليدية وسلاسل الخدمات اللوجستية، ولصد ذلك، تأخذ المبادرة الروسية لتشكيل شراكة أوراسية كبيرة حالة ومعنى خاص، وأضاف، أن منطقة أوراسيا الكبرى، مشروع حضاري عظيم، والفكرة الرئيسية هي إنشاء مساحة مشتركة للتعاون المتكافئ للمنظمات الإقليمية، وقد صممت الشراكة الأوروبية – الآسيوية الكبرى لتغيير الهيكل السياسي والاقتصادي، وتصبح ضامناً للاستقرار والازدهار في القارة بأكملها، وبالطبع مع مراعاة تنوع نماذج التنمية والثقافات والتقاليد لجميع الشعوب.
ورأى بوتين أن الوقت قد حان لتشكيل استراتيجية شاملة لتطوير شراكة أورو – آسيوية كبيرة، وينبغي أن تعكس التحديات الدولية الرئيسية التي تواجهنا، وكذلك تحديد الأهداف طويلة الأجل، وتحتوي على أدوات وآليات لتحقيقها، على وجه الخصوص، يمكننا التحدث عن “تشكيل اتفاقيات جديدة تطور وتكمل قواعد منظمة التجارة العالمية”.
تعاون إقليمي
قال الرئيس الروسي، إن تطويرنا للتكامل الأوروبي – الآسيوي لا يرتبط بالوضع الحالي والظروف الحالية، على الإطلاق، لقد أنشأنا هذه المنظمة منذ سنوات عديدة، كما لا نستبعد مصلحتنا بالانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وبناء العلاقات بشكل مناسب مع شركائنا في الغرب، فقد اعتبرنا مع ذلك أن بناء علاقات مع جيراننا المباشرين والطبيعيين في الاقتصاد المشترك الذي لا يزال في إطار الاتحاد السوفيتي هو الأولوية القصوى.
وتابع قائلاً، لقد حققت دول الاتحاد الاقتصادي الأورو – آسيوي نجاحاً كبيراً، حيث وصلت على سبيل المثال، حصة العملات الوطنية في التجارة المتبادلة بالفعل إلى 75٪، هذا مؤشر لأن “نعتبر أنه من المهم تسريع الحوار حول آلياتنا المالية والتسوية الدولية، بما في ذلك الانتقال من نظام SWIFT إلى اتصالات المراسلة المباشرة بين بنوك الدول الصديقة، بما في ذلك من خلال نظام إرسال الرسائل المالية للبنك المركزي الروسي.
شرطة العالم
قال بوتين إن روسيا تتفهم المزايا التكنولوجية للاقتصادات المتقدمة، لكن “لن نعزل أنفسنا عن هذا – إنهم يريدون الضغط علينا قليلاً، لكن هذا في العصر الحديث غير واقعي، ومستحيل وسيلحق الضرر بهم أولاً.
هناك الكثير من البلدان في العالم التي ترغب في اتباع سياسة مستقلة وستتبعها، ولن يتمكن أي”شرطي عالمي” من إيقاف هذه العملية العالمية الطبيعية، كما لن تكون هناك قوة كافية للتنفيذ، هذه الرغبة ستختفي ببساطة عندما يواجهون مشاكل بلادهم الداخلية، آمل أن يدركوا أن هذه السياسة ميؤوس منها على الإطلاق.
ويرى بوتين أن الدول الغربية على يقين من أن أي شخص لديه وجهة نظر خاصة به ومستعد للدفاع عنها يمكن حذفه من الاقتصاد العالمي والسياسة والثقافة والرياضة، لكن تطبيق ذلك مستحيل التحقيق بشكل دائم، معتبراً أن انتهاك القواعد والمعايير في مجال التمويل الدولي والتجارة لا يؤدي إلا إلى مشاكل لأولئك الذين يفعلون ذلك، إذ أن سرقة ممتلكات الآخرين لم تجلب لأحد الخير أبداً، ولا سيما من يتورط في هذا الفعل غير اللائق.
وبطبيعة الحال، أكد بوتين أن الأعمال التجارية الروسية تواجه مشاكل بسبب العقوبات، لكن مع ذلك، يمكن تعديل كل شيء، ويمكن بناء كل شيء بطريقة جديدة، إذ لا يخلو من الخسائر في مرحلة معينة، ولكن هذا عامل مهم للتطوير.