واشنطن – (رياليست عربي): تحدث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن خلال محاضرة ألقاها في جامعة “جورج تاون” الأمريكية، حول نهج واشنطن المعدل للسياسة الخارجية الأمريكية، مع التركيز على التعامل مع الصين.
ووصف بلينكن الصين بأنها التحدي الرئيسي للنظام العالمي الحالي، لكنه اعتبر التهديد الروسي أمر منفصل عن الصين.
الحفاظ على النظام العالمي
تؤمن واشنطن بأن النظام العالمي الذي كان قائماً منذ عقود كان يقوم على مبادئ “كفلت السلام والازدهار”، “لأكثر من 75 عاماً، كما ضمنت التقدم في العالم”، تريد الولايات المتحدة الحفاظ على هذا السلام، لكن بنفس الوقت تسعى أمريكا إلى “خلق المستقبل الذي يتطلع إليه الأمريكيون والشعوب في جميع أنحاء العالم”، ولهذا من الضروري “الدفاع عن النظام العالمي وإصلاحه”، وفق رأي بلينكن.
ووصف بلينكين روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين على أنهما تهديد “خطير وطويل الأمد” لمثل هذا النظام العالمي، كما وصف العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا بأنها “هجوم على المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، لكن رغم ذلك، إن الخطر الحقيقي للولايات المتحدة هو الصين التي هي من وجهة نظر واشنطن الدولة الوحيدة التي تريد التربع على عرش العالم وتغيير نظامه لأنها تمتلك “قوة اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية وتكنولوجية متنامية.
الردع المتكامل
تقول واشنطن إنها لا تبحث عن حرب باردة جديدة وتقسيم العالم إلى “كتل أيديولوجية صعبة”، كما انهم لا يسعون إلى عزل الاقتصاد الصيني عن بقية العالم، لكنهم “لن يتنازلوا عن مبادئهم” من أجل التعاون مع جمهورية الصين الشعبية، ما تريده واشنطن من بكين أن “تلعب بنفس القواعد مثل جميع البلدان”.
تريد الولايات المتحدة استخدام استراتيجية “الردع المتكامل”، وإشراك “الحلفاء والشركاء” في العمل المشترك في المجالات النووية والفضائية والمعلوماتية، الولايات المتحدة مستعدة لتقوية الاتصالات المباشرة مع الصين بشأن مجموعة كاملة من القضايا، باستخدام التفاعل الدبلوماسي في المقام الأول، لأن “التنافس لا ينبغي أن يؤدي إلى صراع”.
الذريعة الأمريكية، أن واشنطن تريد تعزيز مواقعها في العقد المقبل من خلال “الاستثمار في المكونات الرئيسية للقوة الأمريكية”، وكذلك “مستوى المنافسة”.
إلا الولايات المتحدة رغم طرحها هذا، لا تتوقع أن تغير بكين مسارها، ولا تنوي تصحيح ذلك بشكل مباشر، لذلك فهي تخطط لخلق “بيئة استراتيجية” حول الصين من أجل تعزيز “رؤيتها الخاصة لنظام دولي مفتوح وشامل”، وذلك بالشراكة مع دول أخرى، وتعزيز القانون والمؤسسات الدولية، وحماية “حقوق الأفراد والدول ذات السيادة.
الأمن القومي الأمريكي
تعتبر واشنطن بكين قوة عالمية رائدة، ولا تنوي تغيير ذلك، لكن في المصالح هناك تعارض، إذ لا يمكن لشركات أمريكية منافسة أن تذهب إلى الصين خاصة في مجالات تعزيز الأمن القومي الأمريكي، لكن وبنفس الوقت وجه بلينكن اتهاماً للصين باستخدام الاقتصاد الأمريكي “للتجسس والهجمات الإلكترونية وسرقة التكنولوجيا والمعرفة لتطوير ابتكاراتها العسكرية.”
هذا الأمر ينطبق على الصين أيضاً من الناحية التجارية فلا نية أمريكية لتغيير النظام السياسي المركزي لجمهورية الصين الشعبية، بل تريد إثبات أن نظامها، الذي تسميه ديمقراطية، أن يكون أكثر فعالية.
الملف الرئيس
تقول واشنطن إنها لا تدعم استقلال تايوان، فإنها تعارض “أي تغيير أحادي الجانب” للوضع الراهن، لكنها معترضة على الاستفزازات الصينية المتزايدة هناك.
تريد الولايات المتحدة في الوقت نفسه العمل مع جمهورية الصين الشعبية بشأن القضايا التي تثير قلقهم، بما في ذلك “البرامج النووية لإيران وكوريا الشمالية، كما تعتقد واشنطن أن لها مصالح مشتركة مع بكين فيما يتعلق بـ “منع الانتشار وضبط التسلح”.
بالنتيجة، تسعى الولايات المتحدة إلى طمأنة الصين إذا تعزز التحالف الثنائي بينهما، من خلال الحصول على إدانة صينية لروسيا، ستكون أغلب الملفات المتعثرة طي النسيان على رأسها أزمة تايوان، هذا الخطاب الأمريكي، عبارة عن رسالة مطولة ستتحللها الماكينة الصينية لتخرج بردها إما الانحياز للجانب الأمريكي، أو الثبات على موقفها من جميع قضايا الصراع.