القدس – (رياليست عربي): رغم تصنيف إسرائيل ضمن المعسكر الغربي الذي تقوده واشنطن، إلا أن ذلك لم يدفع تل أبيب إلى الذهاب بعيداً فيما يجري على الساحة الأوكرانية، تل أبيب لم تخف تنديدها بالحرب على أوكرانيا، ولم تنف أنها ضمن المعسكر الغربي وإلى جانب الولايات المتحدة، إلا أنها في ذات الوقت لديها أولويات تفوق ما للأحداث الجارية من أهمية.
حيث سربت أوساط سياسية ودبلوماسية إسرائيلية لوسائل إعلام عبرية وغربية ما يلي: رغم انتقاد الحرب الروسية والتأكيد على الحلف التاريخي للكيان مع الولايات المتحدة، إلا إن لدى تل أبيب أولوية تتمثل بالحصول على الأريحية في تنفيذ عمليات على الساحة السورية بتنسيق مع موسكو، عوضاً عن الذهاب إلى موقف تصعيدي ضد ما يجري في أوكرانيا، ما سيدفع موسكو لردة فعل مضادة للكيان ستتمثل بمنع أي عمليات عدوان إسرائيلية على أهداف في سوريا.
وفي سياق متصل قالت السفارة الروسية إن روسيا تتوقع استمرار تنسيقها العسكري مع إسرائيل بشأن سوريا وذلك بعد أن أبدت موسكو استياءها من التصريحات الإسرائيلية بشأن الأزمة الأوكرانية.
وفي أعقاب التدخل الروسي في الحرب السورية عام 2015 أنشأت إسرائيل آلية تفادي التضارب مع روسيا لمنع وقوع اشتباك دون قصد خلال الهجمات الإسرائيلية على سوريا.
وقالت السفارة الروسية في إسرائيل في بيان “مسؤولونا العسكريون يناقشون القضايا العملية المتعلقة بهذا الموضوع بشكل جوهري على أساس يومي. وقد ثبت أن هذه الآلية مفيدة وستواصل العمل”.
لكن على الرغم من إبداء دعمها للاحتياجات الأمنية لإسرائيل كررت روسيا أيضا معارضتها لانتهاك السيادة السورية.
وعندما سئل جيش الإسرائيلي عن احتمالات استمرار التنسيق مع روسيا بشأن سوريا لم يقل سوى أن قواته ستتحرك عند الحاجة لمواجهة التهديدات بحسب ادعائه.
وأدانت تل أبيب الغزو الروسي لأوكرانيا ووصفته بأنه “انتهاك خطير للنظام الدولي” ولزمت الصمت إلى حد كبير بعد ذلك إزاء تصرفات موسكو بحسب زعمها.
ورداً على ذلك استدعت موسكو السفير الإسرائيلي لإجراء محادثات وأكدت البعثة الروسية في الأمم المتحدة معارضتها لاحتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان السوري.
وقالت الولايات المتحدة إنه ليس هناك تغييرات في آلية تفادي التضارب مع روسيا بشأن سوريا على الرغم من أن الأزمة الأوكرانية تسببت في تدهور العلاقات بين واشنطن وموسكو.