واشنطن – (رياليست عربي): أفردت صحيفة فوربس الأميركية، تقريراً كاملاً لها للتحدث عن الاقتصاد الروسي، وكيف عززه الرئيس فلاديمير بوتين، قبل بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، خصوصاً أن اندلاع أي حرب يجب أن يترافق مع وجود اقتصاد قوي قادر على الصمود.
تؤكد الصحيفة أن ما يملكه البنك المركزي الروسي من الدولار، والبالغ 643.2 مليار دولار، يعتبر رقماً قياسياً، وهو مستمر في النمو جراء الاستفادة من عائدات النفط، بعد ارتفاع سعر النفط العالمي لنحو 105 دولاراً للبرميل الواحد، بينما تقوم روسيا بتصدير حوالي 5 ملايين برميل نفط خام يومياً لمختلف دول العالم، و2.5 برميل من المنتجات البترولية المكررة يومياً، أي نحو 10 في المئة من تجارة النفط العالمية تستحوذ عليها موسكو.
وبما أن سعر برميل النفط الخام برنت، وصل إلى 105 دولار للبرميل، فهذا يعني أن عائدات روسيا من تجارة النفط اليومية يبلغ أكثر من 700 مليون دولار، هذا بالإضافة إلى عائدات الغاز الطبيعي والتي تبلغ 400 مليون دولار يومياً، والرقم قابل للارتفاع تبعاً لتوقعات ارتفاع سعر النفط العالمي مجدداً.
إلا أن فصل روسيا من نظام سويفت للتعاملات المصرفية، أمر لم يغب عن بال الرئيس بوتين، الذي عمل على إنشاء أنظمة معالجة مدفوعات جديدة كبديل لسويفت، وقامت روسيا بإطلاق منصة الدفع الأميركية عام 2015.
الرئيس الروسي الذي عمل خلال السنوات الفائتة على استبدال التجارة بالدولار وتحويلها للتجارة بالذهب، نجح في مراكمة روسيا لكميات ذهب كبيرة تبلغ قيمتها اليوم 130 مليار دولار، بنسبة 20 في المئة من الاحتياطي العالمي، وذلك بعد أن كانت موسكو تمتلك ملياري دولار من الذهب فقط عام 1995، لتأتي اليوم في المرتبة الرابعة عالمياً في حجم ما تمتلكه من المعدن الأصفر.
الصحيفة الأميركية، أشادت بالبنك المركزي الروسي الذي أبدى كفاءة عالية في إدارة عملته من الروبل، وضمان استمرار استقرارها عند عند 0.013 لكل دولار منذ 2016، على الرغم من انخفاضها بنحو 8% في الأشهر الأخيرة جراء التصعيد الكبير حول أوكرانيا.
وختمت الصحيفة في إجراء مقارنة بين روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا، وقالت: “قد يزيد بوتين من الإنفاق أكثر إذا أراد، حيث يمثل الدين العام لروسيا 18% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقاً لبيانات بي أن بي براباس، في حين أن إجمالي الدين الخارجي أقل من 30% من الناتج المحلي الإجمالي، بينما يصل عبء الديون في أوكرانيا إلى 80% من الناتج المحلي الإجمالي، في حين أنه يصل في الولايات المتحدة إلى أكثر من 100%”..
تشير الصحيفة الأميركية، إلى أن الاقتصاد الروسي لن يهتز كثيراً بسبب العقوبات الغربية، وهو قادر على الصمود مهما اشتدت الإجراءات الأوروبية والأميركية عليه.