بيروت – (رياليست عربي): لم يكن بيان وزارة الخارجية اللبنانية الذي أدان العملية الروسية على أوكرانيا، سوى مفاجئة للروس قبل غيرهم، فيما كان موقف كهذا متوقعاً بحكم محاولة الكثير من القوى اللبنانية الانسياق بركب المعسكر الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
لبنان الذي يعيش أزمة علاقات مع الدول الخليجية، ويعاني انهياراً اقتصادياً ومشاكل معيشية واجتماعية، يحاول الحصول على مساعدات مالية وسياسية من واشنطن، إضافةً لأوروبا، كما يطمح لأن تلعب الولايات المتحدة دوراً في ترطيب الأجواء بين لبنان والدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
يُضاف إلى ذلك شبه القطيعة التي يعيشها لبنان مع الخليج العربي، إضافةً لتنحي سعد الحريري عن المشهد السياسي، ما ترك فراغاً في السنية السياسية، وهذا بدوره أيضاً يمكن أن يلعب دوراً في حاجة لبنان الضائع حالياً لكل دعم ممكن من الغرب وفق وجهة نظر الكثير من الساسة اللبنانيين الذين يمكن تصنيفهم ضمن ما كان يُسمى سابقاً بقوى 14 آذار.
الموقف اللبناني من الحرب الروسية، كان ملكياً أكثر من الملك، أي كان عدائياً أكثر من بعض البيانات العربية التي حاولت أن تمسك العصا من المنتصف.
فيما تقول موسكو عبر سفارتها في بيروت إنها فوجئت بتنديد لبنان بالعمليات العسكرية في أوكرانيا، مضيفةً أن الموقف اللبناني خالف سياسة النأي بالنفس واتخاذها طرفا ضد طرف آخر في هذه الأحداث علما بأن روسيا لم توفر جهدا في المساهمة بنهوض واستقرار الجمهورية اللبنانية.
وأدان لبنان قبل أيام العملية الروسية في أوكرانيا، ودعا روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها.
وأثار بيان وزارة الخارجية اللبنانية انتقادات داخلية من بعض وزراء الحكومة وأعضاء البرلمان والأحزاب السياسية، بما فيها بعض الأحزاب المصنفة ضمن قوى 8 آذار أو التي يُقال بأنه ضمن محور المقاومة.
كما كان لافتاً أن القوى السياسية اللبنانية الموالية لدمشق وطهران جميعها تدعم روسيا في مساعيها، وتندد بالسياسات الغربية، على عكس القوى اللبنانية الأخرى التي تصنف نفسها ضمن الحلف الغربي، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الساحة اللبنانية ستكون ساحة تعكس الكباش الروسي – الأمريكي في المرحلة القادمة.