قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر إن تهديد الفصائل المدعومة من إيران للقوات الأمريكية في العراق ما زال كبيرا، وذلك بعد نحو أسبوع من تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من هجوم لإيران أو وكلائها، دون تقديم أي تفاصيل حول هذا الأمر، يأتي هذا التصريح بعد أن سقطت ثلاثة صواريخ كاتيوشا يوم الاثنين الماضي قرب منطقة في جنوب العراق تضم عمالاً لشركات نفط أجنبية، بما في ذلك شركة خدمات النفط الأمريكية هاليبرتون. ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا أو حدوث أضرار، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
يحدث الآن أن العلاقات الأمريكية – العراقية متوترة ولم يهدأ هذا التوتر منذ بداية العام الحالي 2020، عقب تنفيذ عملية الإغتيال لقائد فيلق القدس الإيراني “قاسم سليماني” ورفاقه في بغداد، لتتوعد المقاومة العراقية بعد ذلك الإنتقام على طريقتها في الزمان والمكان المناسبين وبعيداً عن الرد الإيراني وبشكلٍ منفصلٍ عنه.
حيث تسعى الإدارة الأمريكية اليوم إلى وضع النقاط الأخيرة على مخطط مرسوم بدقة لعودة الإطباق على العراق خاصة بعد تفشي وباء كورونا المستجد بشكل كبير على أراضيها والخسائر الاقتصادية الكبيرة التي لحقت بالإقتصاد الأمريكي، فالتعويض يبدأ من العراق ليلحقه دول عدة، وربطاً مع ما سبق، إن هروب سجناء من تنظيم داعش الإرهابي من سجن الصناعة في مدينة الحسكة السورية الواقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من القوات الأمريكية في المنطقة الشرقية من سوريا، ووسط معلومات تتحدث عن قيام واشنطن بتهريب قادة من التنظيم إلى العراق يؤكد أن هناك ما يحاك لعملية عسكرية مرتقبة تشنها قوات إرهابية مدعومة أمريكياً تحت مسميات متعددة.
إلى ذلك، قام إرهابيو تنظيم داعش قبل يومين بتنفيذ هجوم على رتل عسكري للجيش السوري قادماً من إدلب إلى المنطقة الشرقية، حيث تم تنفيذ الهجوم في منطقة السخنة في البادية السورية، ليسارع سلاح الجو السوري والروسي إلى التدخل وإنقاذ الوضع، وعطفاً على ما تقدم، هذا الهجوم مع تهريب السجناء يدفع إلى أن هناك نية أمريكية مبيتة تجاه العراق إنطلاقاً من الأراضي السورية وهذا ما يؤكد إعلان قيادة العمليات المشتركة العراقية اليوم انطلاق المرحلة الثانية من عمليات “أبطال النصر الثانية” باتجاه عدد من الأهداف المرسومة في ملاحقة فلول الإرهابيين وتمشيط المناطق المحاذية للحدود الأردنية والسعودية.
وفي سياقٍ متصل، إن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول إستخدام سوريا للغازات السامة في منطقة اللطامنة بريف حماة السورية في العام 2017، أي قبل حوالي الثلاث سنوات، فلماذا الآن؟، فما تريده واشنطن هو إشغال الرأي العام العالمي بأمور وتقارير تدمج فيها دول عدة ليصار إلى تنسيقها بما تريده من العراق، خاصة بعد أن أدخلت منظومة صواريخ باتريوت إلى قاعدة عين الأسد في العراق، يؤكد أن المخطط قيد التنفيذ وأعدت له العدة بشكل كبير، وما هي إلا فترة قليلة حتى تبدأ واشنطن بعمليتها بحجة محاربة أذرع إيران في المنطقة من بوابة إستهداف قواعدها وسفارتها في بغداد وعموم الأراضي العراقية.
فريق عمل “رياليست”