واشنطن – (رياليست عربي): بينما تماطل إيران في الرد على طلب تمديد اتفاقها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن موعد انسحاب واشنطن من المحادثات النووية مع إيران، يقترب، دون أن يحدد موعدا ثابتاً لذلك، طبقاً لموقع قناة “سكاي نيوز عربية“.
وبددت تصريحات المسؤول الأميركي أي آمال كانت قد انتعشت على مدار ست جولات من المباحثات، بأن اتفاقاً مع إيران بات على الأبواب، وأرجع مراقبون توجه الملف إلى هذه النهاية، لرفض طهران الرد على طلب تمديد اتفاق المراقبة المؤقت، مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي توصل إليه الجانبان في فبراير/ شباط المنصرم.
وتصر إيران على أنها غير ملزمة بتقديم إجابة في هذا الشأن، وتضع شرطاً صعباً أمام تراجعها عن خطواتها النووية، فتشدد على أن ذلك لن يحدث قبل أن ترفع عنها جميع العقوبات الأميركية.
هدم الجهود
مع تولي إبراهيم رئيسي الرئاسة، خلفاً لحسن روحاني، يبدو أنه سيهدم كل الجهود التي بذلها سلفه في هذا الاتجاه، خاصة وأنه معروف بتشدده لجهة العداء للولايات المتحدة، ما يهدد حقيقةً نسف كل الجهود إذا لم ترفع واشنطن كافة العقوبات، وتبادل الملفات بين الجانبين كثيرة، فهناك العراق والملف اليمني، ومؤخراً أصبح الوضع اللبناني أمراً مستحدثاً قد تستطيع طهران أن تناور فيه، ما يعني أن التلويح الأمريكي بالانسحاب من المفاوضات سيؤثر على الجانبين.
ففي العراق برزت حرب المسيّرات مؤخراً، ما غيّر قواعد الاشتباك وإلى حدٍّ ما هي لصالح إيران سواء اعترف الولايات المتحدة أم لا، على الرغم من التنازلات المقبولة التي قدمتها لإنجاح هذه العملية، لكن التعنت الإيراني حازم، كما أشرنا لتشدد رئيسي في عدائه لواشنطن.
الضغط الإسرائيلي
إن مواصلة إيران بما يتعلق بأنشطتها النووية أمر يقلق تل أبيب والتي تسعى بكافة الوسائل إلى إفشال الاتفاق، خاصة وأنه حاجة أمريكية وأوروبية معاً، فالتهديد الأمريكي وتصريح بلينكن هو ورقة ضغط جديدة، لكن لا يعني ذلك الإذعان الأمريكي للطلب الإسرائيلي، إنما هي مناورة أمريكية لن تأتي لصالحها، إن لم تبادر إلى رفع العقوبات، وإن حدث ذلك هذا انتصار جديد لطهران، أو تحريك المياه الراكدة في العراق واليمن ولبنان وحتى سوريا.
أما فيما يتعلق بأوروبا، فهي تحتاج إلى إتمام الاتفاق بأي طريقة لذلك تسعى إلى التهدئة بين الطرفين، قبل أن يتأكد أمر توقف المحادثات وانسحاب أحد الطرفين ما يعني الوصول إلى طريق مسدود لا يريده أحد.
من هنا، إن إيران لم تحدد شرطاً جديدة، بل تريد العودة إلى بنود اتفاق العام 2015، كن هنا الولايات المتحدة رغم تحكمها لكثير من الملفات إلا أنها ستعمل على تقديم مبادرة جديدة دون أن تبيّن أنها تقدم التنازلات، فكيف يتم الاتفاق ما لم تُرفع العقوبات عنها.
الجدير بالذكر أن محادثات فيينا بدأت منذ أبريل/نيسان العام الجاري 2021، وهي متوقفة مؤقتاً، ومن المتوقع أن يستمر التوقف حتى أوائل يوليو/تموز، وسط مؤشرات عن صعوبة تحقيق أي اختراق، قبل تولي الحكومة الإيرانية الجديدة مهامها رسمياً في أغسطس/آب المقبل.
خاص وكالة “رياليست”.