إن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بشرعية المستوطنات الإسرائيلية على الضفة الغربية، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتأييد السيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية، ما هي إلا خطوات قد قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل ضمان أصوات اليهود الأمريكيين والمسيحيين الإنجيليين في معركته الانتخابية المقبلة عام 2020.
وعلى الرغم من أن الرئيس ترامب قد قدم كثيراً لإسرائيل خلال فترة ولايته، إلا أن ما خفي كان أعظم، فتصرفات ترامب الغير مبالية بالمخاوف الإسرائيلية تثير الإستياء في القدس، ولقد وجهت المؤسسات الأمنية الإسرائيلية لترامب انتقادات على إثر ذلك، أهمها؟
أولاً. إن نية انسحاب ترامب من سحب القوات الأمريكية الموجودة في سوريا، ما هي إلا تهديد فعلي لأمن إسرائيل، حيث أنه مع تخفض عدد القوات الامريكية في سوريا أو خروجها، سيترك إسرائيل في تهديد واضح في التعامل مع القوات الإيرانية وحزب الله.
حيث صرح نتنياهو سابقاً، أن وجود عدد أقل للقوات الأمريكية على الأراضي السورية، سوف يزيد من عدوانية إيران وسلوكها تجاه إسرائيل.
ثانياً. إن عدم رد ترامب على إيران بسبب قصفها مصفاة النفط السعودية (أرامكو)، هي تهديد مباشر للمصالح الاقتصادية العالمية والإسرائيلية حيث أن الاعتداء على مصفاة النفط قد تسبب بخسارة عالمية بنسبة 5 بالمئة من إنتاج الطاقة، وبحسب الإسرائيليين إن عدم رد ترامب على الاعتداءات الإيرانية سواء كانت عسكرية أو دبلوماسية أو اقتصادية، زادت من وقاحة إيران خصوصا وأنها أسقطت طائرة استطلاع أمريكية، لكن الولايات المتحدة رغم ذلك، إلتزمت بالصمت.
إذا ما قمنا بالمقارنة بين سياسة الرئيس السابق باراك أوباما والرئيس الحالي دونالد ترامب نجد أن سياسة أوباما كانت حريصة في الحفاظ على أمن إسرائيل، وتحديدا فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني بعكس ترامب الذي لم يولِ أي اهتمام ببرنامج ايران النووي، ولكن ما يقلق إسرائيل هو تعهد ترامب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ببيع طائرات فـ-35 معارضاً أوامر وزارة الدفاع الأمريكية – البنتاغون في تزويد هذه الطائرات لبلدان أخرى في الشرق الأوسط غير إسرائيل، وأيضاً بذلك يعرض تفوق سلاح الجو الإسرائيلي للخطر.
وبتصريح من اللواء الاحتياطي عميرام ليفين، قائد المنطقة الشمالية في جيش الدفاع الإسرائيلي السابق، الذي يقول فيه: “ترامب هو صديق زائف لإسرائيل” حيث لم يقم بحماية أمن إسرائيل كما ينبغي متجاهلاً التواجد الإيراني في سوريا، وإذا ما نظرنا لأوباما الذي قال إذا ما دخلت إسرائيل في حرب خطيرة سوف تكون أمريكا بجانبها بعكس وجود ترامب في السلطة الذي يقلق إسرائيل، حيث أن وجود ترامب في السلطة يعني عدم وجود أحد لإسرائيل للاعتماد عليه.
ختاماً، إن ما قامت به إدارة الرئيس دونالد ترامب لم تقم به إدارة أمريكية سابقة تجاه إسرائيل من قبل، من شرعنة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ومن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، والأهم هو نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، من هنا، يبدو أن كل هذه الأمور غير كافية بالنسبة للإسرائيليين حيث أن ما يقلقها هو السياسة الإنعزالية التي تتبناها إدارة ترامب تجاه إيران والشرق الأوسط متجاهلا أمن إسرائيل، ولكن يبقى السؤال الأهم وهو، هل سوف يساند اليهود الأمريكيين الرئيس ترامب بالرغم من مخاوف إسرائيل في حملته الانتخابية عام 2020؟
خاص وكالة “رياليست” – ماكس كيفورك خاجيريان- صحفي و محلل سياسي