وارسو – (رياليست عربي): تطمح بولندا إلى أن تصبح أهم دولة في أوروبا بالنسبة للولايات المتحدة، كما من المؤكد أن فرص أن تصبح الحليف الرئيسي لواشنطن في الاتحاد الأوروبي أكبر من أي وقت مضى، على وجه الخصوص، أصبحت البلاد مركزاً رئيسياً لنشر الجيش الأمريكي، وإلى جانب ذلك، لم تبذل أي دولة أوروبية مثل هذا الجهد الكبير لشراء أسلحة من الولايات المتحدة، والسؤال المهم هو حول ما إذا كانت وارسو قادرة على تحقيق هدفها؟
بالنسبة للرئيس الأمريكي، جو بايدن والولايات المتحدة، يمكن أن تكون بولندا الدولة الأكثر أهمية في أوروبا، والحليف الرئيسي لواشنطن، إذا توقفت عن القتال مع الاتحاد الأوروبي وألمانيا، خلال الحرب الباردة، عندما دافع ما يقرب من نصف مليون أمريكي عن أوروبا، أصبحت ألمانيا الغربية، التي كانت آنذاك دولة متقدمة، دعمهم الرئيسي، هذا الدور محجوز الآن لبولندا، حيث لم يقم أي بلد في أوروبا بمثل هذا الجهد العسكري الكبير، الذي يعتمد بشكل أساسي على شراء الأسلحة الأمريكية.
التعاون العسكري بين الدول في تزايد مستمر، في يناير، اشترت وارسو 116 دبابة أبرامز من واشنطن (قبل ذلك، كانت بولندا قد وقعت عقداً لتوريد 250 دبابة أبرامز من الولايات المتحدة)، إلى جانب الذخيرة، بما في ذلك قطع الغيار والمواد الاستهلاكية، ومعدات التشخيص وورش الحاويات المتنقلة لإصلاح الأسلحة، بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الحزمة التدريبية تدريباً شاملاً لأطقم العمل والمدربين والفنيين.
ومن المقرر أن تصل الأسلحة هذا العام، ويخططون لوضعها في شرق البلاد.
من جانبه، قال وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك: “إننا نستثمر باستمرار في منشآت جديدة لتلبية احتياجات القوات الأمريكية من أجل ضمان النقل الفوري لعدد كبير من الأفراد العسكريين عبر المحيط في حالة وجود تهديد محتمل”، وبحسب قوله، سيتم تجهيز حظائر ومستودعات وقاعدة وقود في البلاد “حتى تتمكن المروحيات من القيام بمهام قتالية لدعم القوات البولندية وقوات حلف شمال الأطلسي”.
وأضاف وزير الدفاع، أن هذا هو أحد التزامات الجانب الأمريكي الواردة في اتفاقية التعاون الدفاعي المعزز (EDCA) الموقعة بين وارسو وواشنطن في أغسطس 2020.
كما أن بناء منشآت عسكرية في البلاد هو تنفيذ للخطط الأمريكية لخلق” بديل عسكري “لألمانيا وإعداد أراضي بولندا كميدان قتال”، في نوفمبر الماضي، توصلت وارسو وواشنطن إلى اتفاق لزيادة عدد القوات الأمريكية في بولندا، بالإضافة إلى ذلك، وعدت وزارة الدفاع في الدولة الأوروبية بتزويد الجيش الأمريكي بالطعام والإقامة والوقود مجاناً.
ووفقاً لتقديرات وسائل الإعلام البولندية، فإن تكلفة توفير القوات الأمريكية المتمركزة في البلاد بشكل مستمر ستكلف الاقتصاد 500 مليون زلوتي سنوياً (حوالي 8.2 مليار روبل)، يشار إلى أنه على الرغم من ارتفاع معدلات التضخم والأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، فإن حزب القانون والعدالة الحاكم يواصل الاستثمار بنشاط في توسيع البنية التحتية العسكرية في الشرق وبناء منشآت للجيش الأمريكي.
بالنسبة للجانب الأمريكي، من الواضح أن واشنطن ترى بولندا على أنها “بديل عسكري” مستقبلي لألمانيا، التي كانت الموقع الرئيسي للقوات الأمريكية في أوروبا، خاصة وأن بيان وزارة الدفاع البولندية يسرد أكثر من 100 منشأة أخرى من المتوقع بناؤها في البلاد خلال السنوات العشر القادمة لدعم الوجود العسكري الأمريكي، كل هذا يتناسب تماماً مع النظرية المذكورة عن “البديل العسكري”.