موسكو – (رياليست عربي): لم تظهر حتى الآن أي بوادر لتهدئة غربية مع روسية، فيما يخص الملف الأوكراني، بل على العكس تماماً، إذ تظهر المواقف والتصريحات الأوروبية بأن هناك نوايا حقيقية لتصعيد مقبل حيال هذا الملف.
وزارة الخارجية الروسية أكدت أن بيان بريطانيا حول سعي روسيا المزعوم لتنصيب رئيس موالٍ لها في أوكرانيا هراء ودليل جديد على أن الناتو هو من يقوم بتصعيد التوتر حول أوكرانيا، واصفةً ما تقوم به لندن بأنه تضليل إعلامي، لكن اللافت هو تضمن بيان الخارجية الروسية عبارة ” أن الناتو بقيادة الأنجلو – سكسونيين هي من يقوم بتصعيد التوتر “.
هذه العبارة توحي بأن هناك حرباً عرقية تقف وراء ستار التصعيد الحالي، وليست فقط حرب جيوسياسية، مما يعني بأن التصعيد المتوقع بين موسكو والناتو قد يأخذ منحى جديد، بحيث تعمل روسيا على شد العصب القومي للروس وشعوب دول الاتحاد السوفييتي السابقة، فهل يكون هناك حرب باردة قد تشتعل في أية لحظة بين الأنجلو – سكسونيين والسوفييت؟
ألمانيا هي الأخرى ليست ببعيدة عن أصابع الاتهام في وجود نوايا تصعيدية لديها، لا سيما بعد الضغط على قائد القوات البحرية الألمانية، الفريق البحري كاي أخيم شونباخ للاستقالة، بسبب تصريحاته خلال مشاركته في فعالية لمعهد الأبحاث والتحليلات الدفاعية بالهند والتي قال فيها إن شبه جزيرة القرم لن تعود أبداً إلى أوكرانيا، داعياً للتقارب مع روسيا من أجل مواجهة الصين، فضلاً عن قوله بأنه يجب منح روسيا والرئيس بوتين الاحترام اللذان يستحقانه.
وبُعيد تلك التصريحات، قامت وزيرة الدفاع الألمانية وأصحاب القرار في برلين بالضغط على شونباخ لتقديم استقالته، إذ تُعتبر تصريحاته محرجة لألمانيا أمام شركائها الأوروبيين والأمريكيين، كما أن ردة فعل برلين بالضغط على الجنرال المذكور تعكس وجود نوايا حقيقية لعدم التقارب مع موسكو، بل على العكس، تشير إلى نوايا تصعيدية، وإلا فلماذا عاقبت برلين جنرالها بسبب تصريحاته الإيجابية تجاه روسيا؟
خاص وكالة رياليست.